أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ أي ينصدع نظامها فلا يبقى أمر ما فيها من الكواكب على ما يرى اليوم. فيخرب العالم بأسره. و (الباء) بمعنى (مع) أي مع السحب الجوية أو بمعنى (عن) أي تنفطر عن الغمام الذي يسوّد الجو ويظلمه، ويغم القلوب مرآه وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا فيحيطون بالخلائق في المحشر.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الفرقان (٢٥) : الآيات ٢٦ الى ٢٩]
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ أي فلا يدعيه ثمّ غيره. ويكون له سبحانه السلطة القاهرة الشاملة وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ أي تشتد حسراته وتتصاعد زفراته يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا يعني من أضلّه عن الذكر، وصده عن سبيل الله لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ أي القرآن، أو موعظة الرسول إِذْ جاءَنِي، وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا أي مبالغا في إضلاله، يعده ويمنيه في الدنيا، ما يحسّره عليه في العقبى.
وَقالَ الرَّسُولُ أي إثر ما شاهد من عتوهم وعنادهم يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً أي متروكا، معرضا عنه. وجملة وَقالَ الرَّسُولُ عطف على