سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ أي بعذر الاشتغال بأموالهم وأهليهم بعد طلبهم الاستغفار لهم إِذَا انْطَلَقْتُمْ أي قصدتم السير إِلى مَغانِمَ أي أماكنها. قال ابن جرير: وذلك ما كان وعد الله أهل الحديبية من غنائم خيبر ذَرُونا أي اتركونا في الانطلاق إليها نَتَّبِعْكُمْ أي نشهد معكم قتال أهلها يُرِيدُونَ أي بعد ظهور كذبهم في الاعتذار، وطلب الاستغفار أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ
قال ابن جرير: أي وعد الله الذي وعد أهل الحديبية، وذلك أن الله جعل غنائم خيبر لهم، ووعدهم ذلك عوضا من غنائم أهل مكة، إذ انصرفوا عنها على صلح، ولم يصيبوا منهم شيئا.
وقال آخرون: بل عنى بقوله: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ إرادتهم الخروج مع نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم في غزوة. وقد قال الله تبارك وتعالى في سورة التوبة: فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا [التوبة: ٨٣] ، والأكثرون على الأول. وذلك أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجع من الحديبية في ذي الحجة من سنة ست، وأقام بالمدينة بقيتها وأوائل المحرم، ثم غزا خيبر بمن شهد الحديبية، ففتحها وغنم أموالا كثيرة، فخصها بهم.
قال الشراح: وكان ذلك بوحي. ثم كانت غزوة تبوك بعد فتح خيبر، وبعد فتح مكة أيضا. وفي منصرفه من تبوك نزل قوله تعالى: فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ ...
[التوبة: ٨٣] الآية. فكيف يحمل على ما كان في غزوة الحديبية، وقد نزل بعدها بكثير؟ - والله أعلم-.
قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا أي إلى خيبر إذا أردنا السير إليهم. وهو نفي في معنى النهي.
قال الشهاب: فالخبر مجاز عن النهي الإنشائي، وهو أبلغ.
كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ قال ابن جرير: أي من قبل مرجعنا إليكم. إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية معنا، ولستم ممن شهدها، فليس لكم أن تتبعونا إلى خيبر، لأن غنيمتها لغيركم فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا أي أن نصيب معكم مغنما إن نحن شهدنا معكم، فلذلك تمنعوننا من الخروج معكم. قال الشهاب: وهو