وَالضَّفادِعَ فصعدت من الأنهار والخلج والمناقع، وغطّت أرض مصر وَالدَّمَ فصارت مياه مصر جميعها دما عبيطا، ومات السمك فيها، وأنتنت الأنهار، ولم يستطع المصريون أن يشربوا منها شيئا آياتٍ مُفَصَّلاتٍ أي مبينات لا يشكل على عاقل أنها آيات الله تعالى ونقمته، أو مفرقات بعضها إثر بعض. و (آيات) حال من المنصوبات- قبل فَاسْتَكْبَرُوا أي عن الإيمان، فلم يؤمنوا لموسى. ويرسلوا معه بني إسرائيل وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ أي عاصين كافرين.
قال الجشمي: تدل الآية على عناد القوم، وإصرارهم على الكفر وجهلهم، حيث عاهدوا في كل آية يأتي بها على صدقه وإثبات العهد، أنهم لا يؤمنون بها، وليس هذه عادة من غرضه الحق. وتدل على ذم من يرى الآيات ولا يتفكر فيها.
وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ أي نزل بهم العذاب المفصل قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ أي بعهده عندك، وهو النبوة. ف (ما) مصدرية.
قال الشهاب: سمّيت النبوة عهدا، لأن الله عهد إكرام الأنبياء بها، وعهدوا إليه تحمل أعبائها، أو لأن لها حقوقا تحفظ، كما تحفظ العهود. أو لأنها بمنزلة عهد ومنشور من الله تعالى- انتهى-.
لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ أي الذين أرسلت لطلبهم، ليعبدوا ربهم تعالى.
فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ يعني إلى الوقت الذي أجّل لهم، وهو وقت إهلاكهم بالغرق في اليمّ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ أي ينقضون العهد الذي التزموه، فلم يفوا به. فإن فرعون كان كلما حلّ بمصر نقمة مما تقدم، يدعو موسى،