الرابع- أن يكون خبر مبتدأ محذوف. أي أمرنا طاعة.
الخامس- أن (لهم) خبر مقدم و (طاعة) مبتدأ مؤخر. والوقف والابتداء يعرفان مما قدمته، فتأمل- أفاده السمين-.
فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ أي: جدّ الحال، وحضر القتال: قال أبو السعود: أسند العزم، وهو الجد، إلى الأمر، وهو لأصحابه، مجازا. كما في قوله تعالى: إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان: ١٧] ، وعامل الظرف محذوف. أي خالفوا وتخلفوا. وقيل ناقضوا.
وقيل: كرهوا. وقيل: هو قوله تعالى: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ على طريقة قولك: إذا حضرني طعام، فلو جئتني لأطعمتك. أي: فلو صدقوه تعالى فيما قالوه من الكلام المنبئ عن الحرص على الجهاد، بالجري على موجبه لَكانَ أي الصدق خَيْراً لَهُمْ أي في عاجل دنياهم، وآجل معادهم. قيل: فلو صدقوه في الإيمان، وواطأت قلوبهم في ذلك ألسنتهم. وأيّا ما كان، فالمراد بهم الذين في قلوبهم مرض، وهم المخاطبون بقوله تعالى:
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (٤٧) : آية ٢٢]]
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (٢٢)
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أي أعرضتم عن تنزيل الله تعالى، وفارقتم أحكام كتابه، وما جاء به رسوله أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ أي بالتغاور والتناهب وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أي تعودوا لما كنتم عليه في جاهليتكم من التشتت والتفرق، بعد ما جمعكم الله بالإسلام، وألف به بين قلوبكم، وأمركم بالإصلاح في الأرض، وصلة الأرحام. وهو الإحسان إلى الأقارب في المقال والأفعال، وبذل الأموال. وقد ساق ابن كثير هنا من الأحاديث في صلة الرحم لباب اللباب.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (٤٧) : آية ٢٣]]
أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (٢٣)
أُولئِكَ إشارة إلى المذكورين الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ أي عن استماع الحق لتصامّهم عنه بسوء اختيارهم وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ أي لتعاميهم عما يشاهدونه من الآيات المنصوبة في الأنفس والآفاق.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (٤٧) : آية ٢٤]]
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤)