فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ
[الملك: ٣- ٤] ، أي كليل عن أن ترى عيبا أو نقصا.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة ق (٥٠) : آية ٧]]
وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٧)
وَالْأَرْضَ مَدَدْناها أي بسطناها. وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ أي جبالا ثوابت، حفظا لها من الاضطراب، لقوة الجيشان في جوفها، وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ أي صنف، بَهِيجٍ أي حسن المنظر، يبتهج به لحسنه.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة ق (٥٠) : آية ٨]]
تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٨)
تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ أي لتبصر وتذكّر كل عبد منيب راجع إلى ربه، مفكّر في بدائع صنعه. وتَبْصِرَةً وذِكْرى منصوبات بالفعل الأخير على أنهما مفعولان له، وإن كانتا علتين للأفعال المذكورة معنى. أو بفعل مقدر. أي فعلنا ما فعلنا تبصيرا وتذكيرا.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة ق (٥٠) : الآيات ٩ الى ١١]
وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩) وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (١١)
وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ أي المزن ماءً مُبارَكاً أي كثير المنافع، فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ أي أشجارا ذوات أثمار، وَحَبَّ الْحَصِيدِ أي الزرع المحصود من البرّ والشعير وسائر أنواع الحبوب. وتخصيص إنبات حبه بالذكر، لأنه المقصود بالذات.
وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ أي وأنبتنا بالماء الذي أنزلناه من السماء، النخل طوالا، أو حوامل. من (أبسقت الشاة) إذا حملت، فيكون من (أفعل) فهو (فاعل) . والقياس (مفعل) فهو من النوادر كالطوائح واللواقح، في أخوات لها شاذة. وإفرادها بالذكر مع دخولها في جَنَّاتٍ لبيان فضلها بكثرة منافعها. وتوسيط الحب بينهما لتأكيد استقلالها وامتيازها عن البقية، مع ما فيه من مراعاة الفواصل. لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ أي متراكم بعضه فوق بعض. رِزْقاً لِلْعِبادِ أي لرزقهم. قال أبو السعود: علة لقوله تعالى: فَأَنْبَتْنا. وفي تعليله بذلك، بعد تعليل أنبتنا الأول بالتبصرة والتذكير،