فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا أي عن عبادته كبرا وعتوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ أي من الملائكة يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ أي لا يملّون عبادته، لأنها قرة أعينهم وحياة أنفسهم.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة فصلت (٤١) : الآيات ٣٩ الى ٤١]
وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً أي ساكنة لا حركة لعشب فيها ولا نبات ولا زرع فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ أي اهتزت بالنبات وتحركت بزينته، وربت بارتفاعه على سطحها، أي صارت ربوة مرتفعة إِنَّ الَّذِي أَحْياها أي هذه الأرض الدارسة، فأخرج منها النبات، وجعلها تهتز بالزرع من بعد يبسها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا أي يميلون عن حججنا وأدلتنا، ويزيغون عنها تكذيبا لها وجحودا لها لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أي لإحاطة علمه بهم، وكونه بالمرصاد لهم، فسيجزيهم.
[تنبيه:]
شملت الآية من يضع الكلام في الآيات على غير مواضعه، كما فسّرها ابن عباس. قال في (الإكليل) : ففيها الرد على من تعاطى تفسير القرآن بما لا يدل عليه