[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأنعام (٦) : آية ٤٨]]
وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨)
وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ بالثواب لأهل الإيمان والأعمال الصالحة.
وَمُنْذِرِينَ بالعقاب لأهل الكفر والمعاصي، فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ للأعمال والأخلاق، فهم أهل البشارة، فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ أي: من العذاب الذي أنذروا به دنيويّا وأخرويّا، وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ أي: بفوات ما بشروا به من الثواب العاجل والآجل.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأنعام (٦) : آية ٤٩]]
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٤٩)
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ أي: الذي أنذروا به عاجلا أو آجلا بِما كانُوا يَفْسُقُونَ أي: عن أمر الله في ترك الإيمان، ومباشرة الأعمال الطالحة واكتساب الأخلاق الرديئة.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأنعام (٦) : آية ٥٠]]
قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (٥٠)
قوله تعالى: قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ أي: قل لهؤلاء المشركين المقترحين عليك تارة تنزيل الآيات، وأخرى غير ذلك: لا أدعي أن خزائن رزق الله مفوضة إليّ، فأعطيكم منها ما تريدون من قلب الجبال ذهبا، وغير ذلك.
(والخزائن: جمع خزانة، وهي اسم للمكان الذي يخزن فيه الشيء، وخزن الشيء إحرازه، بحيث لا تناله الأيدي) .
وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ أي: من أفعاله تعالى حتى تسألوني عن وقت الساعة، أو وقت نزول العذاب أو نحوهما.
وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ أي: حتى تكلفوني من الأفاعيل الخارقة للعادات ما لا يطيقه البشر، من الرقيّ في السماء ونحوه، أو تعدّوا عدم اتصافي بصفاتهم قادحا