أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ يعني المنافقين الذين كانوا يتولّون اليهود ويناصحونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين، كما بينته آية أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ... [الحشر: ١١] الآية. ما هُمْ مِنْكُمْ أي من أهل دينكم وملتكم، معشر المسلمين وَلا مِنْهُمْ أي من اليهود كقوله تعالى: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ [النساء: ١٤٣] ، وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ قال ابن جرير: وذلك قولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم (نشهد أنك رسول الله) وهم كاذبون غير مصدقين به. وَهُمْ يَعْلَمُونَ أي المحلوف عليه كذب بحت.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة المجادلة (٥٨) : الآيات ١٥ الى ١٦]
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً أي وقاية وعصمة لأنفسهم فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أي فحالوا بأيمانهم عن حكم الله في أمثالهم، وهو القتل، إراحة للمؤمنين من فسادهم. أو فصدّوا الناس في خلال أمنهم وسلامتهم عن الإيمان وثبوطهم عنه. فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ أي مذلّ لهم في الآخرة.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة المجادلة (٥٨) : الآيات ١٧ الى ١٩]