وجوّز في قوله تعالى: وَما يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إلخ، أن يكون من كلامه تعالى، تصديقا لإبراهيم، أو من كلامه عليه السلام.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة إبراهيم (١٤) : آية ٣٩]]
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ (٣٩)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ أي ليقوما مقامي في الدعوة إليه تعالى وبث الحنيفية وإقامة الصلاة بعد ذهابي إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ أي مجيبه.
قال الزمخشري: وإنما ذكر حال الكبر، لأن المنّة بهبة الولد فيها أعظم، من حيث إنها حال وقوع اليأس من الولادة. والظفر بالحاجة، على عقب اليأس، من أجلّ النعم وأحلاها في نفس الظافر.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة إبراهيم (١٤) : آية ٤٠]]
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ (٤٠)
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ أي عبادتي، كذا في (التنوير) .
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة إبراهيم (١٤) : آية ٤١]]
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ (٤١)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ أي مجازاة العباد على أعمالهم. قرئ وَلِوالِدَيَّ. بالإفراد وكأنّ هذا قبل تبين أمره له عليه السلام.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة إبراهيم (١٤) : آية ٤٢]]
وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ (٤٢)
وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ يعني مشركي أهل مكة. أي لا تحسبه، إذا أنظرهم وأجّلهم، أنه غافل عنهم، مهمل لهم، لا يعاقبهم على عملهم، بل هو يحصيه عليهم ويعدّه عليهم عدا. وفيه تسلية للرسول صلوات الله عليه، ووعد له أكيد، ووعيد للكفرة وسائر الظالمين شديد.