أجر الامتثال والصبر والثبات. وفي جواب (لما) ثلاثة أوجه، أظهرها أنه محذوف.
أي نادته الملائكة. أو ظهر صبرهما. أو أجزلنا لهما أجرهما، الثاني في أنه وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ بزيادة (الواو) وهو رأي الكوفيين والأخفش. الثالث أنه وَنادَيْناهُ والواو زائدة أيضا. إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ أي باللطف والعناية والنداء والوحي والفرج بعد الشدة.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ١٠٦]]
إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (١٠٦)
إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ أي الاختيار البيّن الذي يتميز فيه المخلص من غيره. إشارة إلى أن هذا الأمر كان ابتلاء وامتحانا لإبراهيم في صدق الخلة لله، وتضحية أعز عزيز لديه، وأحب محبوب عنده، لأمر ربه تعالى.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ١٠٧]]
وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧)
وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ أي رزقناه ما يذبح بدلا عنه وفداء له، منة وتطولا. وقد روي أنه عليه السلام لما نودي، حانت منه التفاتة إلى ما حوله، فأبصر كبشا قد انتشب قرناه في شجرة. فتم به المرئي في المنام المقصود به القربان لله.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : الآيات ١٠٨ الى ١١٣]
وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٠٨) سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (١٠٩) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١١٠) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١١١) وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢)
وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (١١٣)
وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ أي مثل ما تركنا على نوح. كما تقدم بيانه وإعرابه كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ وَبارَكْنا عَلَيْهِ أي على إبراهيم وَعَلى إِسْحاقَ أي: بتكثير الذرية وتسلسل النبوة فيهم، وجعلهم ملوكا، وإيتائهم ما لم يؤت أحد وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ أي في علمه وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ أي بالكفر والمعاصي مُبِينٌ أي ظاهر الظلم.