يسمى بالوصل الخفي. ومما قيل في وجه القطع: أن فيه التنبيه على أن الأولين، أعني الشبع والكسوة أصلان. وأن الأخيرين متممان. فالامتنان على هذا أظهر. ولذا فرّق بين القرينتين. فقيل (إنّ لك) و (أنّك) وأيضا روعي مناسبة الشبع والكسوة.
لأن الأول يكسو العظام لحما. وأما الظمأ والضحى فمن واد واحد. وقيل: إن الغرض تعديد هذه النعم. ولو قرن كل بما يشاكله، لتوهم المقرونان نعمة واحدة.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : الآيات ١٢٠ الى ١٢١]
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ أي من أكل منها خلد ولم يمت وَمُلْكٍ لا يَبْلى فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما أي يلزقان مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ أي فحصل لهما هذا الخزي، بدل عزّ الملك المخلد. وهذه الأوراق الفانية، بدل نفائس الملابس الخالدة وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ أي بارتكاب النهي، وترك العزم في حفظ العهد فَغَوى أي عن المأمور به. حيث اعتز بقول العدوّ.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : الآيات ١٢٢ الى ١٢٣]
ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ أي اصطفاه ووفّقه للإنابة فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى قالَ أي بعد قبول توبته اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً أي انزلا من الجنة إلى الأرض بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ أي متعادين.
قال المهايمي: فالمرأة عدوّة الزوج، في إلجائه إلى تحصيل الحرام. والزوج عدوّها في إنفاقه عليها. وإبليس يوقع الفتنة بينهما، ويدعوهما إلى أنواع المفاسد التي لا ترتفع إلا باتباع الأمر السماويّ. فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً أي من كتاب ورسول. فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى أي لا في الدنيا ولا الآخرة. قال أبو السعود: ووضع الظاهر موضع المضمر في قوله (هداي) مع الإضافة إلى ضميره