ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ
أي هو السحر، لا ما جئتكم به مما سميتموه سحرا إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ أي سيمحقه بالكلية بمعجزتي، فلا يبقى له أثر إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ أي بل يسلط عليه الدمار.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة يونس (١٠) : آية ٨٢]]
وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨٢)
وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ أي يثبته ويقويه بها وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ أي ذلك، وقوله تعالى:
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة يونس (١٠) : آية ٨٣]]
فَما آمَنَ لِمُوسى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (٨٣)
فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ معطوف على مقدر معلوم من مواقع أخر، أي فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ [الشعراء: ٤٥] ، إلخ. قيل:
الضمير من قَوْمِهِ لفرعون، وهم ناس يسير من قومه، آمنوا به سرّا والأظهر أنهم قوم موسى، وهم بنو إسرائيل، الذين كانوا بمصر من أولاد يعقوب، فهم الذين آمنوا به عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ أي يعذبهم وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ أي مستكبر فِي الْأَرْضِ أي أرض مصر وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ أي المتجاوزين الحد بالظلم والفساد، وبا دعاء الربوبية.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة يونس (١٠) : آية ٨٤]]
وَقالَ مُوسى يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (٨٤)
وَقالَ مُوسى أي تطمينا لقلوبهم، وإزالة للخوف عنهم يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا أي فإليه أسندوا أمركم في العصمة مما تخافون، وبه ثقوا، فإنه كافيكم وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: ٣] ، وقوله: إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ أي مخلصين وجوهكم له.
قال القاشانيّ: جعل التوكل من لوازم الإسلام، وهو إسلام الوجه لله تعالى، أي إن كمل إيمانكم ويقينكم، بحيث أثر في نفوسكم، وجعلها خالصة لله، لزم التوكل