عبد الملائكة من العرب وجعلوهم ندا ومثلا له تعالى، وحكاية لضلال آخر لهم، غير ضلال دعواهم، أنهم بنات الله سبحانه، من عبادتهم له. مع أنهم عليهم السلام يعلمون أن هؤلاء الضالين محضرون في العذاب. والآية في هذا كآية وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ، بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ، أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ [سبأ: ٤٠- ٤١] ، وكان السياق من هنا إلى آخر، كالسياق في طليعة السورة. كله في تقرير عبودية الملائكة له تعالى، وكونها من مخلوقاته الصافّة لعبادته، فإنّى تستحق الربوبية؟ والله أعلم. وقوله:
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ١٦١]]
فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (١٦١)
فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ عود إلى خطابهم.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ١٦٢]]
ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢)
ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ أي مفسدين أحدا بالإغواء.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ١٦٣]]
إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (١٦٣)
إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ أي ضالّ مثلكم. مستوجب للنار، قال ابن جرير:
يقول تعالى ذكره: فإنكم أيها المشركون بالله وَما تَعْبُدُونَ من الآلهة والأوثان ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ أي ما أنتم على ما تعبدون من دون الله بمضلين أحدا، إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ أي من سبق في علمي أنه صال الجحيم. وقد قيل: إن معنى (عليه) به. انتهى.
ثم بين تعالى اعتراف الملائكة بالعبودية، للرد على عبدتهم، بقوله حاكيا عنهم:
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ١٦٤]]
وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤)
وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ أي في العبودية وتسخيره فيما يريده تعالى منه. لا