القبط فَاسْتَغاثَهُ أي سأله الإغاثة الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ لكونه مظلوما عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ لكونه ظالما. وإغاثة المظلوم واجبة فوجبت إغاثته من جهتين فَوَكَزَهُ مُوسى أي ضربه بجمع كفّه فَقَضى عَلَيْهِ أي فقتله قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ يشير إلى تأسفه على ما أفضى وكزه، من قتله. وسماه ظلما واستغفر منه بالنسبة إلى مقامه قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي أي بقتله فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ يجوز أن يكون قسما جوابه محذوف. أي أقسم بإنعامك عليّ بالمغفرة، لأتوبنّ ولا أظاهر المجرمين. وأن يكون استعطافا كأنه قال: رب! اعصمني بحق ما أنعمت عليّ من المغفرة. فلن أكون، إن عصمتني، ظهيرا للمجرمين. وأراد بمظاهرتهم، إما صحبة فرعون وانتظامه في جملته وتكثير سواده، وإما مظاهرة من أدت مظاهرته إلى الجرم والإثم، كمظاهرة الإسرائيليّ المؤدية إلى القتل الذي لم يحل له. قاله الزمخشريّ.
قال الناصر: لقد تبرأ عليه السلام من عظيم. لأن ظهير المجرمين شريكهم فيما هم بصدده. يروى أنه يقال يوم القيامة: أين الظلمة وأعوان الظلمة؟ فيؤتى بهم حتى بمن لاق لهم ليقة، أو برى لهم قلما، فيجعلون في تابوت من حديد ويلقى بهم في النار.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة القصص (٢٨) : الآيات ١٨ الى ٢٣]