الله. حيّ علي الصلاة، حيّ علي الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. ثم عادني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة. ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة. ثم أمرّها على وجهه مرتين. ثمّ مرتين على يديه. ثم على كبده. ثم بلغت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سرّة أبي محذورة. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله فيك. فقلت: يا رسول الله! مرني بالتأذين بمكة.
فقال: قد أمرتك به. وذهب كل شيء كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهية، وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقدمت على عتّاب بن أسيد، عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأذّنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثاني: دلت الآية على وجوب موالاة المؤمنين ومعاداة الكفار. والمراد به في أمر الدين، كما تقدم.
الثالث: دلت على أن الهزء بالدين كفر، وأن هزله كجدّه.
قال في (الإكليل) : الآية أصل في تكفير المستهزئ بشيء من الشريعة.
الرابع: دلت على أن للصلاة نداء وهو الأذان، فهي أصل فيه.
قال الزمخشري: قيل: فيه دليل على ثبوت الأذان بنصّ الكتاب، لا بالمنام وحده. ولمّا نهى تعالى عن تولّي المستهزئين، أمر أن يخاطبوا بأن الدين منزّه عما يصحح صدور ما صدر عنهم من الاستهزاء، ويظهر لهم سبب ما ارتكبوا ويلقموا الحجر، بقوله تعالى:
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة المائدة (٥) : آية ٥٩]]
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ (٥٩)
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ وصفوا بذلك تمهيدا لتبكيتهم وإلزامهم بكفرهم بكتابهم، أي: يا أصحاب الكتاب، العالمين بالنقائص والكمالات، التي يستحق على تحققها وفقدها الاستهزاء هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا أي: ما تعيبون وتنكرون منا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وهو رأس الكمالات وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وهو أصل الاعتقادات والأعمال والأخلاق وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وهو يشهد لما أنزل إلينا وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ أي:
متمردون خارجون عن الإيمان بما ذكر.
[لطائف:]
الأولى: إنما فسر (تنقمون) ب (تعيبون) و (تنكرون) لأن النقمة معناها