للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخمس عشرة: في الأعراف، والرعد، والنحل، والإسراء، ومريم، والحج، والفرقان، والنمل، والم تنزيل، وص، وحم، السجدة، والنجم، والانشقاق، واقرأ.

والمفصل من سورة الحجرات إلى آخر القرآن، في أصح الأقوال. سمي مفصلا لكثرة الفصل بين سوره.

الثالث- سجود التلاوة سنة للقاري والمستمع. وبه قال مالك والشافعي وأحمد.

لقول ابن عمر: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة، فيسجد ونسجد معه، حتى ما يجد أحدنا موضعا لجبهته. رواه الشيخان «١» .

وقال عمر «٢» : إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء. رواه البخاري وقوله تعالى:

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الحج (٢٢) : آية ٧٨]]

وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)

وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ عامّ في جهاد الكفار والظلمة والنفس. و (حق) منصوب على المصدرية. والأصل (جهادا فيه حقا) فعكس، وأضيف الحق إلى الجهاد مبالغة، ليدل على أن المطلوب القيام بمواجبه وشرائطه على وجه التمام والكمال بقدر الطاقة. وعن الرضيّ: إن (كلّ) و (جدّ) و (حقّ) إذا وقعت تابعة لاسم جنس، مضافة لمثل متبوعها لفظا ومعنى، نحو (أنت عالم كلّ عالم) أو (جدّ عالم) أو (حق عالم) أفادت أنه تجمع فيه من الخلال ما تفرّق في الكل. وأن ما سواه باطل أو هزل. وقوله تعالى: هُوَ اجْتَباكُمْ أي اختاركم لدينه ولنصرته. وفيه تنبيه


(١) أخرجه البخاري في: سجود القرآن، ٨- باب من سجد لسجود القارئ، حديث رقم ٥٩٢.
وأخرجه مسلم في: المساجد ومواضع الصلاة، حديث رقم ١٠٣.
(٢)
أخرجه البخاري في: سجود القرآن، ١٠- باب من رأى أن الله عز وجل لم يوجب السجود، حديث رقم ٥٩٣ ونصه: «يا أيها الناس إنا نمرّ بالسجود، فمن سجد فقد أصاب. ومن لم يسجد فلا إثم عليه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>