أخرجه البخاري في: الجنائز، ٣٣- باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلم «يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه» . وسنسوقه بما فيه من الحوار الذي دار بين عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وبين سيدتنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال: توفيت ابنة لعثمان رضي الله عنه، بمكة. وجئنا لنشهدها، وحضرها ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم. وإني لجالس بينهما (أو قال: جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي) فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، لعمرو بن عثمان: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن الميت ليعذّب ببكاء أهله عليه» . فقال ابن عباس رضى الله عنهما: قد كان عمر رضي الله عنه يقول ذلك. ثم حدّث قال: صدرت مع عمر رضي الله عنه من مكة، حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو يركب تحت ظل سمرة. فقال: اذهب فانظر من هؤلاء الركب. قال فنظرت فإذا هو صهيب. فأخبرته فقال: ادعه لي. فرجعت إلى صهيب: فقلت: ارتحل فالحق أمير المؤمنين. فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول: وا أخاه وا صاحباه. فقال عمر رضي الله عنه: يا صهيب، أتبكي عليّ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الميت يعذّب ببعض بكاء أهله عليه» ؟ قال ابن عباس رضي الله عنه: فلما مات عمر رضي الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها. فقالت: رحم الله عمر. والله! ما حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه» . وقالت: حسبكم القرآن: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى. قال ابن عباس رضي الله عنهما عند ذلك: والله هو أضحك وأبكى. قال ابن مليكة: والله! ما قال ابن عمر رضي الله عنهما شيئا. ورقم حديث ابن عمر ٦٨٤ وعمر ٦٨٥ وعائشة ٦٨٦.