للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإحسانه وعلمه ورحمته وكماله المطلق التام، من لوازم ذاته؟ فأي ظلم أقبح من هذا وأي حكم أشد جورا منه؟ حيث عدل له بخلقه، أفاده الشمس ابن القيّم في (الجواب الكافي) .

قال الحافظ ابن كثير: وثمّ شرك خفيّ لا يشعر به غالبا فاعله، كما روي عن حذيفة أنه دخل على مريض، فرأى في عضده سيرا فقطعه، ثم قال: وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ.

وفي الحديث «١» : من حلف بغير الله فقد أشرك- رواه الترمذيّ عن ابن عمر

وحسّنه.

وفي الحديث الذي رواه أحمد «٢» وأبو داود «٣» وغيرهما عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرقي والتمائم والتّولة شرك.

ورواه الإمام أحمد بأبسط من هذا عن زينب امرأة عبد الله قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب، تنحنح وبزق كراهة أن يهجم منا على أمر يكرهه؟ قالت: وإنه جاء ذات يوم فتنحنح، وعندي عجوز ترقيني من الحمرة، فأدخلتها تحت السرير. قالت: فدخل فجلس إلى جانبي، فرأى في عنقي خيطا، فقال: ما هذا الخيط؟ قالت: قلت: خيط رقي لي فيه! فأخذه فقطعه، ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقي والتمائم والتّولة شرك. قالت: قلت له: لم تقول هذا، وقد كانت عيني تفرق، فكنت أختلف إلى فلان اليهوديّ يرقيها، فكان إذا رقاها سكنت؟! فقال: إنما ذاك من الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقاها كفّ عنها، كان يكفيك أن تقولي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أذهب البأس، ربّ الناس، اشف وأنت الشافي. لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما.

وروى الإمام أحمد «٤» عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من علق تميمة فقد أشرك!

وأخرج أيضا «٥» عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ردته الطّيرة عن حاجته فقد أشرك.


(١) أخرجه الترمذيّ في: النذور والإيمان، ٩- باب حدثنا قتيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر. [.....]
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ١/ ٣٨١ والحديث رقم ٣٦١٥.
(٣) أخرجه أبو داود في: الطب، ١٧- باب في تعليق التمائم، حديث رقم ٣٨٨٣.
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٤/ ١٥٦.
(٥) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٢/ ٢٢٠ والحديث رقم ٧٠٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>