للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله صلى الله عليه وسلم، كانت المرادة أولا والثاني- أنها أم المؤمنين، فجمعت. إرادة لها ولبناتها من نساء الأمة الموصوفات بالإحصان والغفلة والإيمان انتهى.

قال الناصر: والأظهر أن المراد عموم المحصنات والمقصود بذكرهن على العموم، وعيد من وقع في عائشة، على أبلغ الوجوه، لأنه إذا كان هذا وعيد قاذف آحاد المؤمنات، فما الظن بوعيد من قذف سيدتهن وزوج سيد البشر صلى الله عليه وسلم؟ على أن تعميم الوعيد أبلغ وأفظع من تخصيصه. وهذا معنى قول زليخا ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ [يوسف: ٢٥] ، فعمّمت وأرادت يوسف، تهويلا عليه وإرجافا. والمعصوم من عصمه الله تعالى. انتهى.

الخامس: قال الإمام ابن تيمية في (منهاج السنة) ذهب كثير من أهل السنة إلى أن عائشة رضي الله عنها أفضل نسائه عليه الصلاة والسلام واحتجوا بما

في الصحيحين «١» عن أبي موسى وعن أنس رضي الله عنهما، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»

. والثريد هو أفضل الأطعمة، لأنه خبز ولحم. كما قال الشاعر:

إذا ما الخبز تأدمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثّريد

وذلك أن البر أفضل الأقوات. واللحم أفضل الإدام، كما في الحديث الذي رواه ابن قتيبة وغيره.

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سيد إدام أهل الدنيا والآخرة اللحم)

فإذا كان اللحم سيد الإدام، والبر سيد الأقوات، ومجموعهما الثريد، كان الثريد أفضل الطعام.

وقد صح من غير وجه

عن الصادق المصدوق أنه قال (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) «٢»

وفي الصحيح «٣» عن عمرو بن العاص قال: قلت:

«يا رسول الله! أي النساء أحب إليك؟ قال (عائشة) قلت: ومن الرجال؟ قال (أبوها)


(١) أخرجه البخاري في: فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ٣٠- باب فضل عائشة رضي الله عنها، حديث ١٦٠٦، عن أبي موسى الأشعري، حديث ١٧٦٨، عن أنس بن مالك.
وأخرجه مسلم في: فضائل الصحابة، حديث ٧٠، عن أبي موسى. وحديث ٧٩، عن أنس بن مالك.
(٢) أخرجه البخاري في: الأطعمة، ٢٥- باب الثريد، حديث ١٦٠٦، عن أبي موسى الأشعري. [.....]
(٣)
أخرجه البخاري في: فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ٥- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذا خليلا» حديث رقم ١٧٢٢
.

<<  <  ج: ص:  >  >>