فيه حديث مرفوع. ومن قائل: يصرف في مصالح المسلمين. قال الأعمش عن إبراهيم: كان أبو بكر وعمر يجعلان سهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الكراع والسلاح. ومن قائل:
بأنه يصرف لقرابته صلّى الله عليه وسلّم. ومن قائل: بأنه مردود على بقية الأصناف: ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. واختاره ابن جرير. وللمسألة حظ من النظر.
الثانية- أجمعوا على أن المراد ب (ذوي القربى) قرابته صلّى الله عليه وسلّم. وذهب الجمهور إلى أن سهم ذوي القربى يصرف إلى بني هاشم وبني المطلب خاصة. لأن بني المطلب وازروا بني هاشم في الجاهلية، وفي أول الإسلام ودخلوا معهم في الشعب غضبا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحماية له. مسلمهم طاعة لله ولرسوله، وكافرهم حمية للعشيرة، وأنفة وطاعة لأبي طالب عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وأما بنو عبد شمس وبنو نوفل، وإن كانوا ابني عمهم، لم يوافقوهم، بل حاربوهم ونابذوهم، ومالئوا بطون قريش على حرب الرسول، ولهذا كان ذمهم أبو طالب في قصيدته بقوله منها:
جزى الله عنّا عبد شمس ونوفلا ... عقوبة شرّ عاجلا غير آجل
نوفل: هو ابن خويلد. كان من شياطين قريش. قتله عليّ بن أبي طالب يوم بدر) .
بميزان قسط لا يخيس شعيرة ... له شاهد من نفسه غير عائل
(لا يخيس، من قولهم: خاس بالعهد إذا نقضه وأفسده. والعائل: الحائر)
لقد سفهت أحلام قوم تبدّلوا ... بني خلف قيضا بنا والغياطل
(قيضا: عوضا. والغياطل: بنو سهم) :
ونحن الصّميم من ذؤابة هاشم ... وآل قصيّ في الخطوب الأوائل
(الصميم: الخالص من كل شيء. والذؤابة: الجماعة العالية، وأصله الخصلة من شعر الرأس) .
وقال جبير بن مطعم بن عديّ بن نوفل: مشيت أنا وعثمان بن عفان، إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فقلنا: أعطيت بني المطلب من خمس خيبر، وتركتنا، ونحن وهم بمنزلة واحدة منك؟ فقال: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد- رواه مسلم.
وفي رواية: أنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام- أفاده ابن كثير.
وقد روي عن ابن عباس وزين العابدين والباقر أنه يسوّى في العطاء بين غنيّهم وفقيرهم، ذكورهم وإناثهم، لأن اسم القرابة يشملهم، ولأنهم عوّضوه لما حرمت