رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي إِلا وَقَدْ أَخَذْتُ عَلَيْهِ لَيْسَ أَبَا الدَّرْدَاءِ". فقال سيبويه: ليس أبو الدرداء. فقال حماد: لحنت يا سيبويه. فقال سيبويه: لا جرم لأطلبن علمًا لا تلحنني فيه أبدًا.
وفي كتاب "التصحيف" لأبي أحمد: عن الأصمعي قال: كنت عند شعبة فأتاه حماد، فقال شعبة: هذا الفتى الذي وصفته لك يعنيني، فقال لي حماد: كيف تروي: [الطويل]
فقلت: البنا. فقال حماد لشعبة: أليس كما روى؟ فقلت: كيف تنشده يا عم؟ فقال: البُنا، سمعت أَعرابيًّا يقول: بَنى يَبْني بِناءً من الأبنية، وبَنى يَبْنو بُنا من الشرف: فقال الأصمعي: مكثت بعد ذلك أتوقى حَمَّادًا أن أنشده إلا ما أتقنه.
وقال ابن القَطَّان: هو أحد الأثْبَات في الحديث، ومتحقق بالفقه، ومن أصحاب العربية الأول.
وذكره أبو الطيب عبد الواحد في "مراتب النحويين" هو وابن زيد وجرير بن حازم في جملة الآخذين عن الخليل، قال: وابن سلمة أخذ أيضًا عن عيسى بن عمر قبله ولما ذكره ابن عمر قبله.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" نسبه سلميًّا، قال: وقال أبو الفتح الأزدي: هو إمام في الحديث وفي السُّنَّة صَدوق حُجَّة، من ذكره بشيء وإِنَّه يريد شينه، وهو مُبرأ منه. وكان ابن مهدي يقول: حماد بن سلمة أفضل من سفيان ومنهم كلهم.
وقال السَّاجي: كان رجلا حافظًا ثِقةً مأمونًا لا يطعن عليه إلا ضال مُضل، وكان الثوري يُشبه حماد بن سلمة بعمرو بن قيس الملائي. وقال حَجَّاج بن مِنْهال: حماد بن سلمة، وكان من أئمة الدين.
وقال أبو إسحاق الحربي: كُنَّا عند عَفَّان فقال له رجل: حدَّثك حماد؟ قال: ومَنْ حَمَّاد؟ قال: ابن سلمة قال: ويلك لا تقول أمير المؤمنين. وقال وهيب: وكان حَمَّاد بن سلمة سيدنا وأعلمنا.
وقال أحمد بن صالح: أثبت الناس في حماد عفان وبهز وحبان بن هلال. وقال أبو طالب عن أحمد: أثبت الناس في حميد حماد بن سلمة، سمع منه قديمًا، وهو أثبت في حديث ثابت من غيره. وفي رواية الميموني: هو في ثابت أثبت من معمر.