للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي قول المزي روى عنه الحسن على خلاف فيه، فيه نظر؛ لأنَّ ابن المديني وأبا حاتم أنْكَرَا سماعه منه، ولا أعلم مثبته حَتَّى يكون خلافًا، ومطلق روايته عنه إذا جاءت، وكانت بغير صيغة التحديث لا تقتضي سَمَاعًا؛ حَتَّى ينص عليها إمام مُعْتمد.

وقوله: روى عنه الزبرقان بن عمرو، وقيل: لم يلقه، غمط لحق قائله، وهو أبو القاسم ابن عساكر في كتاب "الأطراف"، والشيخ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي في كتاب "الأحكام" تأليفه.

وأما إنكار المزي رواية أبان عنه فلا أعلم له سلفًا، واللَّه تعالى أعلم.

وفي "الألقاب" للشيرازي: كان يُلقب ذا البُطين، قاله له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلم.

وفي "الكامل": حدثت أن أسامة قاول عمرو بن عثمان في أمر ضيعة، فقال عمرو: يا أسامة، أَتْأَنف أَنْ تكون مولاي؟

فقال أسامة: واللَّه، ما يسرني مولاي من النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلم نسبك. ثم احْتَكَمَا إلى معاوية، فتقدَّم سعيد بن العاص إلى جانب عمرو يُلقِّنه الْحُجَّة، فتقدَّم الحسن بن علي إلى جانب أسامة، يُلقِّنه الْحُجَّة، فوثب عنه ابن أبي سفيان، فصار مع عمرو، ووثب الحسين فصار مع أسامة، فقام عبد الرحمن ابن أم الحكم يجلس مع عمرو، فقام عبد اللَّه بن عباس فجلس مع أسامة، فقام الوليد بن عتبة فجلس مع عمرو، فقام ابن جعفر فجلس مع أسامة، فقال معاوية: حضرت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد أقطع هذه الضيعة لأسامة، فقضى للهاشميين بها.

٣٦٩ - (خت ٤) أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ (١)

قال أبو حاتم ابن حبان لما ذكره في كتاب "الثقات": يُخْطِئ. وهو مُستقيم الأمر صحيح الكتاب، وأسامة بن زيد بن أسلم مدني واهٍ، وكانا في زمن واحد، إِلا أن الليثي أقدم، وكان يحيى بن سعيد يسكت عنه، وفي نُسخة يكتب عنه - مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وكان له يوم مات بضع وسبعون سنة.

وفي كتاب "التجريح والتعديل" عن أبي الحسن الدارقطني: كان يحيى بن سعيد


(١) انظر: الجرح والتعديل ٢/ ٢٨٤، والكامل في ضعفاء الرجال ١/ ٣٩٤، وتهذيب الكمال ٢/ ٣٤٧، وتهذيب التهذيب ١/ ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>