للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن الحارث: ولمعاوية عقب معرفون إلى الآن، وله أخ بالشام يُسَمَّى محمد بن صالح، وله بالشام عقب كثير.

وذكر عبد الأعلى عن بعض شيوخه أن معاوية كان مكينًا، حسن العقل والعلم، وكان سأل مالكًا عن مسائل، فكان يقضي بها هنا بفتوى مالك فيما سأله عنه من تلك المسائل بأعيانها إعظامًا لمالك، وقال: فكان معاوية يستعين بعلمه وفهمه عن مشاورة غيره، لكنه كان يعتمد مشورة شبطون صهره على ابنته حميدة بنت معاوية، وصعصعة بن سلام راوية الأوزاعي، وكان يعاتب عنه، ومن ابن طريف مولاه إلى أن عتب في آخر أيامه على معاوية، فعزله عن القضاء، وأقضى ابن طريف، فكان قاضيه إلى أن تُوفِّيَ الأمير عبد الرحمن، ولما مات معاوية شهد جنازته هشام ابن الأمير عبد الرحمن، ومشى فيها.

قال أبو مروان: ومن غريب الاختلاف في وفاته ما وجدته في كتاب القاضي أبي بكر بن كامل المعروف بابن القواس، صاحب أبي جعفر الطبري من: أن معاوية بن صالح مات بالمشرق، وذلك في قوله في ذلك الكتاب: وفي سنة اثنين وخمسين ومائة تُوفِّيَ أبو عمرو معاوية بن صالح بن حدير الحضرمي الحمصي، قاضي الأندلس بمصر، وكان قد انصرف من الحج، وذكر ابن أيمن وغيره أن الذي كان يناوب معاوية معه على القضاء بقرطبة عمرو بن شراحيل المعافري.

وقال الحسن بن محمد بن مفرح القبسي: لما مات يحيى أول ولاية عبد الرحمن استقضى معاوية بن صالح، فلم يزل قاضيًا لعبد الرحمن إلى أن هلك عبد الرحمن سنة اثنين وسبعين ومائة، وولي ابنه هشام بن عبد الرحمن، فأمر معاوية فقضى له قريبًا من عام إلى أن تُوفِّيَ معاوية رحمه اللَّه تعالى.

وذكر يحيى بن يحيى: أن معاوية مات هاهنا، ودُفِنَ في الربض.

وقال ابن الحارث: تُوفِّيَ سنة ثمان وستين ومائة، فَدُفِنَ في الربض، وصلى عليه الأمير هشام.

٤٨١٤ - (س) معاوية بن صالح بن أبي عُبيد اللَّه معاوية بن عُبيد اللَّه بن يسار الأشعري مولاهم، أبو عُبيد اللَّه، الدمشقي الحافظ (١)

قال مسلمة بن قاسم في "كتاب الصلة": تُوفِّيَ بدمشق سنة ثلاث وستين ومائتين،


(١) انظر: تهذيب الكمال ٢٨/ ١٩٤، تهذيب التهذيب ١٠/ ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>