الموضوع بنفسه وتخلص الواضع من الوسط، وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يُسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه، فالْتَزَق ذلك كله به.
وكان يحيى بن معين حسن الرأي فيه، والذي أنكر سفيان وغيره من حديث بقية، هو ما رواه أولئك الضعفاء والكذابون، والمجاهيل الذين لا يُعرفون. ويحيى بن معين أطلق عليه شبيهًا بما وصفنا من حاله، فلا يجب أن يُحتج به إذا انفرد بشيء، وقد روى عن ابن جريج نسخة كلها موضوعة عنه، يُشبه أن يكون بقية سمعها من إنسان ضعيف عن ابن جريج، قد دُلِّس عليه وألْزَق كل ذلك به. واللَّه تعالى أعلم.
وفي "كتاب ابن عدي الجرجاني": قال بقية: قال لي شعبة: يا أبا يحمد؛ ما أحسن حديثك، ولكنه ليس له أركان. قال: قلت: حديثكم أنتم ليس له أركان، تجيئوني بغالب القطان، وحميد الأعرج، وأبي التَّيَّاح، ونجيئكم بمحمد بن زياد الألهاني، وأبي بكر ابن أبي مريم الغساني، وصفوان بن عمرو السكسكي. قال بقية: ولما قرأت عليه "كتاب بحير بن سعد"، قال: يا أبا يحمد؛ لو لم أسمع هذا منك لطرتُ.
قال أبو أحمد: وقد روى عمن هو أصغر منه، فروى عن إسحاق بن راهوية، وسويد بن سعيد الحدثاني، ومن علامة صاحب الحديث أنه يروي عن الكبار والصغار.
وقال ابن حزم: ضعيف.
من اسمه: بَكَّار، وبَكر
٧٨٨ - (خت د ت ق) بكار بن عبد العزيز ابن أبي بكرة الثقفي، أبو بكرة البصري (١)
قال أبو جعفر العقيلي: يحدث عن عمته كَيِّسة حديثًا لا يتابع عليه، وفي موضع آخر: لا يتابع على حديثه. وذكره الساجي، وأبو العرب في جملة الضعفاء. وابن حبان في جملة الثقات، وخرج الحاكم حديثه في "مستدركه".
وفي "كتاب أبي محمد ابن الجارود": ليس حديثه بشيء. وقال أبو عمر ابن عبد البر: يختلفون فيه. ولما ذكره يعقوب في (باب من يرغب عن الرواية عنهم)، قال: ثنا عنه موسى بن إسماعيل، وهو ضعيف.