ألسنة العوام فضلا عن الخواص.
ولقد عهدتني -وأنا ابن دون عشر سنين- قرأتُ مقتله رضي اللَّه عنه من كتاب استعير لِي، فحصل لِي مِنْهُ بكاء عظيم أزعج أعضائي كلها لم أبت إِلا مَحْمُومًا، واستمرَّ ذلك بِي نحو من شهرين؛ حَتَّى آلى والدي رحيمه أن لا أقرأه ما عاش.
ولما ذكر له ابن حِبَّان في "صحيحه" حديث: "الْبَجيل مَنْ ذُكِرْت عِنْدَهُ، فلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ" قال: هذا أَشْبه شيء روي عن الحسن.
وكان الحسين حِينَ قُبِضَ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّم ابن سبع سنين إِلا شهرًا، ومَنْ كان بهذه السن ولغته العربية يحفظ الشيء بعد الشيء.
وذكر الجاحظ في كتاب "البرصان": سر أنامل الحسين، ثم قال: وولد الحسين لسبعة أشهر. وفي "تاريخ الطالبيين" للجعابي عن عمر بن محمد بن عثمان بن علي بن حسن -وكان عالِمًا- قال: قُتِلَ الحسين بن علي سنة ستين، وكذا قاله أبو الأسود القصري، وعيسى بن عبد اللَّه.
١٣٦٦ - (ع) الْحُسَيْن بْنُ عَلِيٍّ بن الوليد، الجعفي، مولاهم، أبو عبد اللَّه، ويُقال: أبو محمد الكوفي، المقرئ، أخو الوليد (١)
قال الداني في "الطبقات": قرأ على حمزة، وأخذ الحروف عن أبي عمرو بن العلاء وأبي بكر وغيرهم، وقرأ عليه عنبسة بن النضر وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل.
وقال ابن منجويه: ويُقال: العجلي. وكذا قاله أبو حاتم بن حِبَّان لما ذكره في جملة "الثقات"، وخرج في حديثه في "صحيحه"، وكذلك ابن خزيمة، وأبو عوانة، وأبو محمد بن الجارود، وأبو محمد الدارمى، وأبو علي الطوسي، وأبو عبد اللَّه الحاكم، زاد ابن حِبَّان: مات سنة ثلاث ومائتين.
ولَمَّا ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" كَنَّاه أيضًا أبا علي. ولما ذكره ابن شاهين فيهم قال: قال عثمان بن أبي شيبة: بخٍ بخٍ، حسين بن علي ثِقة صدوق.
وقال ابن قانع، ومحمد بن إسماعيل البخاري، والقراب: مات سنة ثلاث بعام الصلح. زاد ابن قانع: وهو ثِقة.
وقال الآجري عن أبي داود: سمعت قتيبة يقول: قيل لابن عيينة: قدم حسين
(١) انظر: تهذيب الكمال ٦/ ٤٤٩، تهذيب التهذيب ٢/ ٣٠٨.