فإن كان حديث الرجل في أحد الأصول الستة، أكتفي برقمه، ولو أخرج له في غيرها، وإذا اجتمعت فالرقم: (ع)، وأما علامة (٤) فهي لهم سوى الشيخيْن.
ومن ليست له عندهم رواية مرقوم عليه: (تمييز)، إشارة إلى أنه ذُكر ليتميَّز عن غيره.
ومن ليست عليه علامة نبّه عليه، وتُرجم قبل أو بعد، وسمَّيته "تقريب التهذيب".
واللَّه سبحانه وتعالى أسأل أن ينفع به قارئه، وكاتبه، والناظر فيه، وأن يبلغنا من فضله وإحسانه ما نؤمله ونرتجيه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، لا إله إلا هو، عليه توكلت وإليه أنيب. اهـ.
والحافظ ابن حجر رحمه اللَّه من المعتدلين في الجرح والتعديل بشكل عام، وخاتمة الحفاظ، فغدا كتابه هذا مرجعًا لكلِّ من جاء بعده.
ومعلومٌ أن الجرح والتعديل من أدقِّ علوم الحديث، وهناك اختلاف كبير فيه، وغالبه قائم على الاجتهاد وغلبة الظنِّ، وليس على القطع واليقين. والحافظ ابن حجر رحمه اللَّه، له باع طويل في الجرح والتعديل، وقد كتب في كل الرجال تقريبًا، كما في التقريب، والتعجيل، واللسان.
ونلاحظ على هذه العبارات الاختصار الشديد، كما أنه لم يذكر شيوخ الراوي أو طلابه، ولكنه استغنى عن ذلك بذكر طبقته، ومع هذا فلا تغني الطبقة عن ذكر أهم مشايخه وطلابه في كثير من الأحيان، بسبب الاشتباه في الأسماء أو الطبقات.
وقد الْتَزَم الحافظ ابن حجر رحمه اللَّه، بهذه التفاصيل التي ذكرها من حيث المبدأ.
[المطلب الثاني: أمثلة من كتاب "التقريب"]
وهذه أمثلة من كتابه "التقريب" حسب ما ورد في ترقيم الكتاب:
١ - أحمد بن إبراهيم بن خالد الموصلي أبو علي، نزيل بغداد: صدوق، من العاشرة، مات سنة (٣٦ هـ). اهـ، أي: (٢٣٦ هـ)، (د فق).
٣ - أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد، الدّورقي، النّكري، البغدادي: ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة (٢٤٦ هـ)، (م د ت ق).
٥ - أحمد بن الأزهر بن منيع أبو الأزهر، العبدي النيسابوري: صدوق، كان يحفظ، ثم كبر فصار كتابه أثبت من حفظه، من الحادية عشرة، مات سنة (٢٦٣ هـ)، (س ق).