المبارك، وابن مهدي، وأبو نعيم، فأمَّا الفريابي، وأبو حذيفة، وقبيصة، وأبو عبد اللَّه، وأبو عاصم، والزهري، وعبد الرزاق، وطبقتهم، فهم فيه بعضهم قريب من بعض، وهم ثقات كلهم، ودون أولئك في الضبط والمعرفة.
وقال الدارمي: أتينَا أبا عاصم يومًا فدلى رِجليْه، ثم قال: اغمزوها فطال ما تعبنا لكم، ولو لم تحبونا لكنَّا نحبكم. وكان ابن أبي زياد يميل إليه لحال الرأي، يعني: رأي أبي حنيفة، فلما بلغه مزاحه، كان لا يعبأ به.
وقال يحيى بن معين: لم يكن فصيحًا، يعني: لم يكن يعرب. وفي "تاريخ المطين": مات سنة إحدى عشرة ومائتين، روى عن جابر بن كردي. وذكره ابن مردويه في "أولاد المحدثين".
وقال ابن خلفون: كان أبو عاصم فقيهًا، ثقة، محدثًا، له حلقة يُجتمع إليه فيها ويفتي، وكان مذهبه مذهب أهل الكوفة.
وفي "منتهى الرغبات" لأبي موسى: مات جده الضحاك بن مسلم سنة خمس وتسعين، وروى عن أبي عاصم: هرمز، وسليمان الأصبهاني، ومحمد بن سداد الأصمعي، وأحمد بن الحسن بن أبان الأيلي، والحسن بن سهل المجوز، ومحمد بن سنان، وإبراهيم بن عبد اللَّه أبو مسلم الكشي، وأبو العيناء محمد بن القاسم، روى عنه الحارث ابن أبي أسامة، روى عنه الكثير في "مسنده".
٢٧١٩ - (٤) الضحاك بن مزاحم الهلالي أبو القاسم، ويقال: أبو محمد الخراساني، أخو محمد ومسلم (١)
قال الحاكم في "تاريخ نيسابور": أكثر حديثه عند الخراسانيين، وهو كوفي، سكن خراسان، وقد اختلفوا في سماعه من ابن عياش. وذكر أبو يوسف في كتاب "لطائف المعارف": أنه مكث في بطن أُمّه ستة عشر شهرًا، وذكر أبو العباس في كتاب "المفجعين" تأليفه عن بديل، قال: أوصاني الضحاك إذا مت لا تبطحوني على وجهي،
(١) انظر: طبقات ابن سعد ٦/ ٣٠٠ و ٧/ ٣٦٩، طبقات خليفة ت ٢٩٥٠، تاريخ البخاري ٤/ ٣٣٢، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الثاني ٤٥٨، تهذيب الكمال ١٣/ ٢٧٧، تذهيب التهذيب ٢/ ٩٨، تاريخ الإسلام ٤/ ١٢٥، العبر ١/ ١٢٤، ميزان الاعتدال ٢/ ٣٢٥، المغني في الضعفاء ١/ ٣١٢، مرآة الجنان ١/ ٢١٣، البداية والنهاية ٩/ ٢٢٣، غاية النهاية ت ١٤٦٧، تهذيب التهذيب ٤/ ٤٠٠، النجوم الزاهرة ١/ ٢٤٨، خلاصة تذهيب التهذيب ١٧٧، طبقات المفسرين ١/ ٢١٦، شذرات الذهب ١/ ١٢٤.