قال أبو سعيد الإدريسي في "تاريخ سمرقند": الذي عندنا أنه شيخ مجهول، يذكر عنه أنه مولى أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، ويروي عنه، عن أنس، عن النبيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في "فضائل سمرقند"، حديث منكر.
قال عبد اللَّه بن مسعود بن كامل السمرقندي، وأبو محمد الباهلي: هو برد بن سنان الشامي.
وعندي أن من قال ذلك غلط، فإني لم أر لبرد بن سنان الشامي أثرًا في دخوله سمرقند من وجه أثق به، ولا هو مولى أنس أيضًا، ووقع عندهما أن الذي روى عن أنس بن مالك هو برد بن سنان لقدمه، ولا نعلم لبرد بن سنان أبي العلاء الشامي رواية ثابتة صحيحة عن أنس بن مالك، وقد روى عن برد هذا شيخان مجهولان لا يعرفان في أصحاب برد الشامي ألبتة:
أحدهما: يُقال له الفضل بن موسى البغدادي.
والثاني: يُقال له أبو كرب، وقد قيل: أبو كريب، وقد قيل: كليب، وقد قيل: عن رجل من أهل كربان عن برد هذا، ويقال هو الذي قبره في مدينة سمرقند بمقبرة جناب.
وقد روى منصور بن عبد الحميد، عن أنس، عن النبيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا في فضيلة بلخ، ثم ذكر منصور في آخره أنه كان جالسًا عند أنس إذ قدم عليه برد مولاه، فقال له: أين كنت أبسمرقند؟ قال: نعم.
قال أبو سعد: وقد روي لنا عن أبي مقاتل حفص بن سالم السمرقندي، عن برد بن سنان، عن أنس نحو منه من وجه لا يعتمد، ثناه محمد بن الحسن بن سلمويه الفقيه، ثنا إبراهيم بن حمدويه الاستنجتي، ثنا محمد بن ثور البلخي، ثنا محمد بن تميم، ثنا معروف بن حسَّان الضبي، نا كريب، ثنا غلام لأنس أَتَى سمرقند فما قام بها حولا، ثم رجع إلى أنس، فقال له: يا برد؛ أين كنت؟ قال: بسمرقند، الحديث.
قال أبو سعد: وقد روي هذا الحديث من غير طريق، وليس فيها رواية يجوز الاعتماد عليها أو يوثق بها، ومحمد بن تميم هذا هو الفاريابي، وهو من الكذَّابين