إسماعيل الضراري قال: بلغني وأنا بصنعاء عند عبد الرزاق أن يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوه، فدخلنا من ذلك غم شديد، وقلنا: أنفقنا ورحلنا وتعبنا وآخر ذلك سقط حديثه، فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج، فوافقت أبا زكريا ابن معين، فقلت: يا أبا زكريا؟ ما الذي بلغنا عنكم في عبد الرزاق؟ فقال: ما هو؟ قلت: بلغنا أنكم تركتم حديثه، ورغبتم عنه. فقال: أبا صالح، لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه.
وروينا عنه أنه قال: قدمت مكة فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث، فتعلقت بالكعبة، وقلت: يا رب، مالي أكذاب أمدلس أنا؟ فرجعت إلى البيت فجاءوني.
وقال ابن خلفون في كتاب "الثقات": تكلم في مذهبه، ونُسب إلى التشيع، وهو عندنا ثقة مشهور حجة، وثقه أحمد بن صالح والبزار وغيرهما، وهو أحفظ أصحاب معمر وأثبتهم من أهل صنعاء.
وذكر أبو عبد اللَّه الذهلي أصحاب معمر من أهل صنعاء، فقال: كان محمد بن ثور له صلاح وفضل ولم يكن يحفظ، وكان هشام بن يوسف صحيح الكتاب عن معمر ولم يكن يحفظ، وكان عبد الرزاق أيقظهم في الحديث وكان يحفظ.
وعن إبراهيم بن عباد: كان يحفظ نحوًا من سبعة عشر ألف حديث.
وأنشد له ابن عساكر في "تاريخه":
كن موسرًا إن شئت أو معسرًا ... لا بد في الدنيا من الهم
فكلما زادك من نعمة ... زاد الذي زادك من غم
[من اسمه: عبد السلام، وعبد الصمد]
٣٤٦٢ - (ق) عبد السلام بن أبي الجنوب المدني (١)
قال أبو الحسن الدارقطني: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات.
وقال ابن أبي حاتم: لم يقرأ علينا أبو زرعة حديثه.
وقال البزار في "مسنده": لين الحديث.
وذكره العقيلي في جملة الضعفاء.
(١) انظر: تهذيب الكمال ١٨/ ٦٣، تهذيب التهذيب ٦/ ٢٨١.