الرجل، وأسندهم وأحفظهم، إن تيسَّر معرفة ذلك، إلا أن يكون للرجل ابن أو قريب، فإنني أُقدّمه في الذِّكر غالبًا، وأحرص على أن أختم الرواة عنه بمن وصف بأنه آخر من روى عن صاحب الترجمة، وربما صرَّحت بذلك، وأحذف كثيرًا من أثناء الترجمة، إذا كان الكلام المحذوف لا يدلُّ على توثيق ولا تجريح، ومهما ظفرت به بعد ذلك من تجريح وتوثيق أَلْحَقْته.
وفائدة إيراد كل ما قيل في الرجل من جرح وتوثيق، يظهر عند المعارضة، وربما أَوْرَدت بعض كلام الأصل بالمعنى مع استيفاء المقاصد، وربما زدت ألفاظًا يسيرة في أثناء كلامه لمصلحة في ذلك، وأحذف كثيرًا من الخلاف في وفاة الرجل، إلا لمصلحة تقتضي عدم الاختصار.
ولا أحذف من رجال "التهذيب" أحدًا، بل ربما زِدت فيهم من هو على شرطه، فما كان من ترجمة زائدة مستقلة، فإنني أكتب اسم صاحبها واسم أبيه بأحمر، وما زدته في أثناء التراجم قلت في أوَّله: قلت: فجميع ما بعد قلت، فهو من زيادتي إلى آخر الترجمة.
[فصل]
وقد ذكر المؤلف الرقوم، فقال: للستة: (ع)، وللأربعة:(٤)، وللبخاري:(خ)، ولمسلم:(م)، ولأبي داود:(د)، وللترمذي:(ت)، وللنسائي (س)، ولابن ماجه:(ق).
وللبخاري في التعاليق (خت)، وفي "الأدب المفرد": (بخ)، وفي (جزء رفع اليديْن): (ي)، وفي (خلق أفعال العباد): (عخ)، وفي (جزء القراءة خلف الإمام): (ز).
ولمسلم في مقدمة كتابه:(مق)، ولأبي داود في "المراسيل": (مد)، وفي "القدر": (قد)، وفي "الناسخ والمنسوخ": (خد)، وفي كتاب "التفرد": (ف)، وفي "فضائل الأنصار": (صد)، وفي "المسائل": (ل)، وفي "مسند مالك": (كد).
وللترمذي في "الشمائل": (تم)، وللنسائي في "اليوم والليلة": (سي)، وفي "مسند مالك": (كن)، وفي "خصائص علي": (ص)، وفي "مسند علي": (عس)، ولابن ماجه في "التفسير": (فق).
هذا الذي ذكره المؤلف من تآليفهم، وذكر أنه ترك تصانيفهم في التواريخ عمْدًا؛ لأن الأحاديث التي تُورد فيها غير مقصودة بالاحتجاج، وبقي عليه من تصانيفهم التي على الأبواب عدة كُتب، منها:"بر الوالدين" للبخاري، وكتاب "الانتفاع بأهب