كما قال، ولكنه كان ينبغي أن يتتبعه عليه ويبين فساده وذلك أن أباه تزوج أمه في خِلافة عمر على ذلك، اتفق جماعة المؤرخين والنسابين، وولد له أولاد منها وقد ذكر قوله: ولد له أيضًا فيمكن أن يكون ذلك في خلافة عمر كله يصير عبد الرحمن جدًّا، ومولده في خِلافة عمر ويموت ابن ابنه في خِلافة عمر، هذا ما لا يُعقل اللهمَّ إلا إن كانت خلافة الناصر العباسي ربما يمكن، وفي "أنساب" البلاذري والمطين وغيرهما ما يبين صِحَّة ما ندَّعيه وفساد غيره وهو قوله: استعمل عبد اللَّه بن الزبير عمر بن عبد الرحمن على الكوفة فأعطاه المختار بن أبي عبيد الثقفي مائة ألف درهم وانصرف عنه، ثم صار مع الحجاج ومات بالعراق، وكان محمد ابنه من رجال قريش وهو الذي أتى يزيد بن عبد الملك برأس يزيد بن المهلب فأقطعه دارًا وبعض ضياع المهلب وعقبه بالكوفة، وكان عتبة بن عمر بن عبد الرحمن ابنه أيضًا من دُهاة قريش وعلمائهم ومياسيرهم، وكان ذا سخاء ولم يزل مع الحجاج، وكان الحجاج يختصه ويأنس إليه وحفص وسهيل ابناه أيضًا ولهما عقب بالبصرة وواسط.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
٤١٨٥ - (د) عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو حفص المدني والد حفص وعبد العزيز (١)
قال الزبير أبو بكر: لما رأى عمر بن عبد الرحمن بن عوف أسف عبد الملك بن مروان على زينب بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأن أخاها زَوَّجها بيحيى بن الحكم قال له: يا أمير المؤمنين؛ أنا أدلك على مثلها في الجمال وهي شريكتها في النسب، قال: ومَنْ هي؟ قال: بنت هشام بن إسماعيل، قال: فكيف لي بذلك؟ قال: أنا فأتى أباها وكَلَّمه فزوجها من عبد الملك، ثم استعمل عبد الملك هشامًا على المدينة.
وفي ضبط المهندس عن المزي -وقرأه أيضًا عليه-: عمرو بن حية الراوي عن عمر بن عبد الرحمن بياء مثناة من تحت بعد الحاء المهملة فغير جيد؛ لأن ابن ماكولا، وقبله أبو الحسن الدارقطني وابن سعيد المصري وغيرهم مِمَّن تبعهم ضبطوه بنون؛ فينظر في سلف المزي في ضبطه ذاك - واللَّه تعالى أعلم.
وقال الزبير بن بكار: حدَّثني محمد بن يحيى، حدَّثني عمران بن عبد العزيز، عن