المسلمين، وهو كما قال علي بن المديني: من تكلم في حماد بن سلمة فاتهموه في الدين. وهكذا قول أحمد بن حنبل فيه.
١٥٠٨ - (بخ م ٤) حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري مولاهم، أبو إسماعيل، الكوفي، الفقيه (١)
قال أبو حاتم ابن حبان، لما ذكره في جملة الثقات: يخطئ وكان مُرجئًا، وأكثر روايته عن إبراهيم النخعي والتابعين، وكان لا يقول بخلق القرآن، وينكر على من يقوله.
وقال ابن سعد: أجمعوا جميعهم أنه تُوفي سنة عشرين ومائة، وكان ضعيفًا في الحديث واختلط في آخر أمره وكان مرجئًا، وكان كثير الحديث، إذا قال برأيه أصاب، وإذا قال عن غير إبراهيم أخطأ. انتهى كلامه.
وفيه نظر من حيث إن البخاري وابن حبان ذَكَرا وفاته سنة تسع عشرة، اللهم إلا أن يريد من قبل هذين كأبي بكر ابن أبي شيبة، وأبي نعيم وعمرو بن علي والإمام أحمد، والعجلي ويعقوب فإنهم ذكروا سنة عشرين فقط، فلا يتوجه الإيراد عليه، واللَّه تعالى أعلم.
وأما الهيثم بن عدي فقال، في كتاب "الطبقات" تأليفه: تُوفي زمن يوسف بن عمر في سنة إحدى وعشرين ومائة، وهذا وارد عليه إجماعًا. وفي "تاريخ هراة" لأبي إسحاق: قال محمد بن يحيى النيسابوري: حَمَّاد بن أبي سليمان كثير الخطأ والوهم. وقال الطبري في "طبقات الفقهاء": كان ذا فِقه وعلم. وفي كتاب "الكنى" لأبي أحمد: كان الأعمش سيئ الرأي فيه. ولما ذكره أبو العرب في جملة الضعفاء ذكر أن أبا بكر ابن عياش قال: رأيتُ حَمَّادًا، ولو رفع إليَّ لوجأت قفاه كان مرجئًا خبيثًا. وفي "كتاب أبي جعفر العقيلي": قال إبراهيم النخعي: لم يكن حماد ثقة.
(١) انظر: تهذيب الكمال ٣/ ١٤١٥، تهذيب التهذيب ١٠/ ٤٤٩، ٨١٧، تقريب التهذيب ٢/ ٣٠٣، خلاصة تهذيب الكمال ٣/ ٩٥، الكاشف ٣/ ٢٠٥، تاريخ البخاري الكبير ٨/ ٨١، تاريخ البخاري الصغير ٢/ ٤٣، ١٠٠، ٢٣٠، الجرح والتعديل ٨/ ٢٠٦٢، ميزان الاعتدال ٤/ ٢٦٥، تاريخ أسماء الثقات ١٤٧٧، الأنساب ٦/ ٦٤، الكامل ٧/ ٢٤٧٢، الضعفاء الكبير ٤/ ٢٦٨، المعين ٥٤٦، تراجم الأحبار ٤/ ١٢٢، التاريخ لابن معين ٣/ ٦٧، تاريخ الثقات ٤٥٠، تاريخ بغداد ٣/ ٤٢٣١، ٤٢٤، سير الأعلام ٦/ ٣٩٠، الحاشية، معرفة الثقات ١٨٥٣، ضعفاء بن الجوزي ٣/ ١٦٣، ديوان الإسلام ت ٧٦٣.