عبَّادًا، فلم يزل قاضيًا حتى عزله أبو جعفر واستقضى سوارًا، ولم يكن. . . عليه أمره، فلمَّا توفِّي استقضى أبو جعفر عبيد اللَّه بن الحسن.
أنبا ابن سلام قال: قال الوثيق بن يوسف: ما رأيت رجلا قط أعقل من عبيد اللَّه.
وقال في "التاريخ الكبير": أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال: كان عبيد اللَّه قد اتهم بأمر عظيم، روي عنه كلام رديء.
وذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل البصرة.
وفي "تاريخ الخطيب": كتب المهدي إلى عبيد اللَّه وهو قاضٍ على البصرة كتابًا، فقرأه وردَّه، فحمل عبيد اللَّه إلى المهدي فعاتبه، وقال: رددت كتابي، فقال: يا أمير المؤمنين؛ إني لم أردده إلا أنه كان ملحونًا، وكتاب أمير المؤمنين لا يكون ملحونًا. فصدَّقَهُ المهدي، وأجازه وردَّه إلى عمله.
قال: وشَتَمَهُ رجلٌ يومًا فقبض على لحيته، وقال: شيبتي تمنعني أن أرد عليك.
وفي "كتاب ابن حبان": مات في ولاية هارون، يعني: بعد سنة سبعين ومائة، وفي موضع آخر ثمان وستين ومائة.
ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات"، قال: كان فقيهًا مشهورًا ثقةً محمود السيرة، يقال: إنه رجع عن المسألة التي ذكرت عنه لما عرف الصواب.
وذكره ابن شاهين أيضًا في كتاب "الثقات".
٣٦٠٥ - (ق) عبيد اللَّه بن أبي حميد غالب، أبو الخطاب البصري (١)
ذكر الترمذي في "العلل الكبير" عن محمد بن إسماعيل: عبيد اللَّه بن أبي حميد ضعيف، ذاهب الحديث، لا أروي عنه شيئًا.
وفي "كتاب الحاكم" و"النقاش": يروي عن أبي المليح وعطاء أحاديث مناكير. وقال أبو أحمد الجرجاني: كوفي، وقيل: إنَّه بصريّ هُذَليّ، وعامة روايته عن أبي المليح.
وذكره الساجي، وابن الجارود، وأبو القاسم البلخي، والعقيلي في جملة الضعفاء.
وذكر الصريفيني -ومن خطه- أن الحاكم خرج حديثه في "مستدركه". انتهى. لعله خرَّجه في الشواهد من غير روايته عن عطاء وأبي المليح كما أسلفناه عنه.
(١) انظر: تهذيب الكمال ١٩/ ٢٩، تهذيب التهذيب ٧/ ٩.