المسمّعين، أو المتَّسعين في الحديث، فلان ليس من البابة؛ أي: ليس بذاك، فلان ليس من جمال المحامل، أو ليس من أهل المحامل، أو ليس من الإبل التي تحمل المحامل، أو ليس من أهل القباب، أو ليس من إبل القباب.
فلان ليس من أحلاس الحديث، فلان ليس بمحكم الحديث، فلان ليس ممَّن تريد، أي: ليس بالثبت، فلان ليس من أكابر أصحاب الزهري مثلا، فلان لم يكن بجيد العقدة، فلان لا يُجئ بحديثه كما ينبغي، واللَّه أعلم.
المرتبةُ الثانية: فلان لا يُحتجُّ به، أو ضعفوه، أو منكر الحديث، ونحوها.
عند ابن أبي حاتم وابن الصلاح: ليس بقوي. وعند الحافظ ابن حجر: مستور أو مجهول الحال، وهو عنده من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق.
وعند السخاوي: فيه مقال، وأدنى مقال، وضُعِّفَ، وفلان فيه ضعف، وليس من إبل القباب، وليس بمأمون، وليس من إبل المحامل، وليس من جمازات المحامل، وليس يحمدونه، وليس بالحافظ، وغيره أوثق منه، وفي حديثه شيء، وتكلَّموا فيه، وسكتوا عنه، وفيه نظر -إذا كانا من غير الإمام البخاري- ونزكوه، ومجهول عند أبي حاتم إن كان بمعنى: مجهول الحال، وفيه جهالة، ولا أدري ما هو.
وأنت تلاحظ أن أهل هذه المرتبة من جهة سبب الضعف ينقسمون إلى قسميْن: قسم من قَبِل حفظه، وقسم من قبل جهالة حاله، إما في الظاهر والباطن، وإما في الباطن فقط.
ومن ألفاظ هذه المرتبة قولهم: قلَّما يحتاج إلى فلان في الحديث الذي يحتجُّ به، فلان فيه شيء، أو في القلب منه شيء، أو في القلب منه هاجس، فلان رديء الحفظ، أو سيء الحفظ، أو ذو مناكير، أو صاحب مناكير، فلان ليس بمنكر الحديث ولا يُحتج به، ليس بمنكر الحديث يُكتب حديثه، لم يكن البائس ممَّن يكذب، فلان لا يستهويه فلان، أو لا أستحلي حديثه، أو كان فلان قليل الميل إليه، فلان لا ينبسط لحديثه، أو لا أنشط لحديثه، وفلان لا تشبث بحديثه، لم يَشْتَه الناس حديثه، فلان فيه بعض النظر.
فلان حديثه ليس حديث حافظ، وفلان ليس بالحافظ، يغلط على الثقات، فلان ينبغي أن يتثبت في أمره، فلان مجهول في الرواية معروف في النسب، فلان ليس حديثه بالقائم، فلان لا يقوى حديثه، وفلان مُختلف عنه في الأسانيد، فلان لا يقطع به في حديث إذا اختلف أو انفرد، فلان لم نأخذ منه إلا ما لا نجده عند غيره، فلان لم يقوِّ أمرَ فلان، أو ليس لفلان فيه كبير أو رأي، فلان يوصل الحديث؛ أي: يسند المراسيل، أو يرفع الموقوفات، فلان محله محل الأعراب، فلان في حديثه صنعة، يعني: أنه يتصرف فيه ولا يأتي به على وجهه، فلان في حديثه مناكير، ويحيل على ما لا يحتمل.
فلان صبي أو طفل؛ أي: لم ترسخ قدمه في هذا الشأن، فلان لا يضبط الإسناد، أو لا