عبد الغني بن سعيد، والذين ذكروا الحكم بن ظهير كَنُّوا أباه: أبا ليلى، ثم لم أر مَنْ كَنَّاه أبا خالد والْمِزِّي نفسه كنَّاه كذلك، ولكنه غفل عنه هنا، ولم أر أحدًا جمع بينهما كَمَا قاله، وكل من رأيت فرق بينهما، هذا ابن حبان الذي ينقل توثيقه من عندْه فَرَّق بينهما، وكذلك البخاري، ومن يكثر تِعدادهم، واللَّه أعلم.
١٤٥٠ - (د س ق) الحكم بن سفيان، أو سفيان بن الحكم الثقفي (١)
عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّم في (نضح الفرج بعد الوضوء)، وعنه مجاهد، وقد اختلف عليه فيه على عشرة أقوال، وقال البخاري: قال بعض ولد عبد الحكم بن سفيان: لم يدرك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّم، كذا ذكره الْمِزِّي من غير ترجيح لقول من الأقوال، ولو أراد ذلك لتعذر عليه فِيمَا أرى؛ لخلو كتابه من التعليل، وهذا بباب التعليق أليق منه بغيره، ولم أره في هذا الرجل تعدَّى ما قاله ابن عساكر، فالذي قاله أبو عبد اللَّه أحمد بن حنبل -فيما ذكره الخلال في باب العلل- عن ابن عيينة: الحكم ليست له صُبحة، وكذا ذكره البخاري في "تاريخه"، ونقله عنه الترمذي في "العلل الكبير"، وفي "تاريخ نيسابور"، وقال محمد بن يحيى الذهلي: قلت لابن المديني: الصحيح عندك عن الحكم، عن أبيه أو عن أمه؟ قال: لا، عن أبيه كذا يقول شعبة، وقال أبو محمد الإشبيلي: وأصح الأسانيد فيه إسناد النسائي: الحكم عن أبيه، وكذا قال الترمذي عن البخاري، قال: والصحيح ما رواه شُعبة ووهيب عن أبيه، وربما قال ابن عيينة في هذا: عن أبيه.
وقال ابن أبي حاتم في كتاب "العلل": الصحيح الحكم، عن أبيه، ولأبيه صحبة، وأَبَى ذلك في كتاب "التعديل والتجريح"، فذكر أنه رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّم، وإن كان لا مُنَافاة بين القولين، وأَمَّا أبو زرعة الرازي فقال: الصحيح مجاهد عن الحكم بن سفيان، وله صحبة.
وقال أبو حاتم البستي في كتاب "الصحابة": الحكم بن سفيان بن عثمان بن عامر بن معتب الثقفي، من أهل الحجاز، وهو الذي يُقال له: سفيان بن الحكم، يخطئ