فتًى قد كَفانِي سَيْبُهُ ما أهَّمنِي ... ولِي، خِلْتُ، في أعقارِه مُتَنَدَّحُ
أغَرُّ تُغَادِي من يَلِيه جِفَانُه ... هَدايَا، وأخراها قَواعِدُ رُدَّحُ
فَتى الرَّكْبِ يكفيهِمْ بفضْلٍ ويكتفي ... وفي الحيّ فَضْفَاضُ السَّجِيّات أفْيَحُ
وقال عبد اللَّه: أشكو إلى اللَّه تعالى عيبي ما لا أترك، ونعتي ما لا آتي، وإنما يبكى بالدين للدنيا، وقال عبد اللَّه شعرًا يشبه هذا الحديث:
يبكُونَ بالدين للدُّنْيا وبَهْجَتهِا ... أرْبابُ دُنْيَا عليها كلُّهُمْ صَادِي
لا يَعْملُون لِشَيْء من مَعَادِهِمُ ... تَعَجَّلوا حَظَّهُمْ في العَاجِل البادِي
لا يَهْتدُون ولا يَهْدُون تابعَهُمْ ... ضَلَّ المَقُودُ وضَلَّ القائِدُ الهادِي
وكتب إلى هشام بن عبد الملك يشكو إبراهيم بن هشام فيما صنع به، فكتب هشام إلى إبراهيم يأمره بأن يكف عن عبد اللَّه، ويبني قصر عروة وينثل بئره.
ولما حج هشام اجتمع عنده عبد اللَّه وإبراهيم، وحضر مسلمة فشكى إبراهيم، فقال مسلمة: كلامه كلام رجل لا يقيم على ما شكى، وقال له عروة في بعض كلامه: يا أمير المؤمنين؛ أما وفيتم لنا بعهدنا أو رددتم إلينا سيوفنا. فأعجب هشامًا كلامه، وأقبل على الأبرش الكلبي، وقال: يا أبرش؛ لعن اللَّه من زعم أن قومي هلكوا، ابن عروة يتهددني بالمدينة.
وفي "معجم المرزباني": عبد اللَّه بن عروة، يقول: للوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان حين أخذ إبراهيم ومحمد ابني هشام المخزوميين:
عليك أمير المؤمنين بشدة على ... ابني هشام إن ذاك هو العدل
تبيح بها أموالهم ودماءهم ... ويبقى عليهم بعد ذلك فضل
انتهى.
هذا يرد قول من قال: بقي إلى قريب العشرين؛ لأن الوليد بن يزيد تولى في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة، واللَّه تعالى أعلم.
٣٢٣٨ - (د ت ق) عبد اللَّه بن عصم، ويقال: ابن عصمة، أبو علوان الحنفي العجلي (١)
كذا ذكره المزي، وهو يشبه كلام من لا يعرف النسب، ما هو وذلك أن حنفية أخو
(١) انظر: تهذيب الكمال ١٥/ ٣٠٥، تهذيب التهذيب ٥/ ٣١٢.