ولما رأى أخوه علي ضيق حاله قال له: يا أخي؛ قد استطبت لك من مال أبيك شيئًا يسيرًا، فقال: كَمْ هو؟ قال: ألف ألف دينار، فقال: واللَّه لا أحدث شيئًا، أنا لم آخذ الكثير فكيف آخذ القليل؟ ! وكان الحسن لَمْ يقبل من إرث أبيه شيئًا، واقتصر على بضيعة له ما يكون مقدارها ثلاث مائة دينار، وكان أبوه يقرن بقارون في اليسار، ويقال: إنه كان نزل بدار قارون.
وقال البزار: كان ثِقة مأمونًا، وقال ابن خلفون: كان من أهل الورع، والفقه، والعبادة. وذكر أبو عمر الكِندي في كتابه "أمراء مصر" لأبيه أخبارًا كثيرة في تغلبه على تنيس وعلى إمرة مصر، وولاية شرطها أيضًا، وكيف كانت. . . دعوة، وولاية مصر والإسكندرية، وأنه أُصِيب بحجر المنجنيق في سلخ صفر سنة خمس ومائتين.
١٣٠٩ - (م ٤) الْحَسَنُ بن عُبَيْد اللَّه بن عروة النَّخْعِي، أَبُو عُروة الكوفي (١)
قال البخاري: قال لِي علي بن مسلم: سمع عبَّادًا، سمع الحسن بن عبيد اللَّه، وخرج أبو علي الطوسي، وأبو محمد بن الجارود، وأبو محمد الدارمي، وأبو عبد الحاكم، وأبو حاتم بن حبَّان حديثه في صحيحهم.
وقال العجلي: ليس بقديم الموت، وذكره ابن حبَّان في جملة "الثقات"، وكذلك ابن شاهين، وابن خلفون زاد: وهو ثِقة، قاله أبو جعفر البستي وغيره.
وقال السَّاجي: ثِقة صدوق.
حدَّثنا عبد اللَّه، حدَّثنا صالح، عن علي قال: قلت ليحيى بن سعيد: أَيما أعجب إليك الحسن بن عبيد اللَّه أو الحسن بن عمرو؟ قال: الحسن بن عمرو أثبتهما وهما جميعًا تقيَّان صدوقان، قال أبو زكريا: رُبَّمَا قدم أحمد أحدهما على الآخر.
وقال ابن أبي أحد عشر في كتابه "الجمع بين الصحيحين": هو ثِقة، قاله ابن وضاح عن أبي جعفر.
وقال يعقوب بن سفيان: كان مِنْ خِيار أهل الكوفة، وقال البستي، وخليفة: تُوفي سنة اثنين وأربعين ومائة، وقال ابن قانع: سنة إحدى وأربعين.
وفي "كتاب اللالكائي"، قال البخاري: عن علي له نحو مائتين حديث أو أكثر،