للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لم يُر ذلك فيه، فقال له البريد: هل نعاه أحد قبلي؟ قال: نعم، أخبرنا اللَّه أنا نموت.

وقال مالك بن مسمع لما نازع شقيقًا: إنما شرفك قبر بتستر. فقال له شقيق: ولكن أنت وضعك قبر بالمشقر. يعني: أبا مالك، قتل في الردة.

ولما قال فيه الأخطل: [الطويل]

وما جذع سوء خرق السوس أصله ... لما حملته وائل بمطيق

قال له شقيق: أردت هجائي فمدحتني، واللَّه، ما حملتني ذُهل أمرها، وقد حملتني أنت أمر وائل طرًّا. فغلبه شقيق. كذا ذكره، والذي رأيت في "ديوان الأخطل" -رواية اليزيدي، عن ابن حبيب-: هذا البيت يهجو به سويد بن منجوف. واللَّه أعلم.

٢٥٨٠ - (ع) شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي أسد خزيمة، ويقال: أحد بني مالك بن ثعلبة بن دودان (١)

كذا ذكره المزي، وهو شيء لا يكاد يخفى على من له أدنى ملابسة في العلم، وذلك أن ثعلبة بن دودان هو: ابن أسد بن خزيمة، لا أعلم بين النسابين في ذلك خلافا، وأظنه قصد خلاف صاحب "الكمال"؛ وذلك أنه قال: الأسدي أسد خزيمة أحد بني مالك بن ثعلبة بن دودان، وهذا هو الصواب.

وفي قول المزي: قال الواقدي: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. وكذلك روى عن أبي نعيم، والمحفوظ الأول -يعني: بعد الجماجم-. نظر؛ لما ذكره محمد بن سعد في كتاب "الطبقات": وقال أبو نعيم الفضل بن دكين، وغيره: توفي أبو وائل زمن الحجاج بعد الجماجم، وكان ثقة كثير الحديث. وذكر أنه كان على بيت المال من قبل زياد، ثم عزله.

وعن عاصم قال: أدركت أقوامًا يتخذون الليل جملا، وكانوا يشربون نبيذ الجر، ويلبسون المعصفر، لا يرون بذلك بأسا، منهم: أبو وائل. وقال الأعمش: رأيت إزار أبي وائل إلى نصف ساقيه، وقميصه فوق ذلك، ومجاهد مثل ذلك، وكان شقيق يصفر لحيته بالصفرة. وقال سعيد بن صالح: كان يلبس مقطعات اليمن، ويسمع إلى النوح ويبكي.


(١) انظر: تهذيب الكمال ٢/ ٥٨٧، تهذيب التهذيب ٤/ ٣٦١، تقريب التهذيب ١/ ٣٥٤، خلاصة تهذيب الكمال ١/ ٤٥٢، الكاشف ٢/ ١٥، تاريخ البخاري الكبير ٤/ ٢٤٥، تاريخ البخاري الصغير ١/ ٢١٩، ٢٣١، ٢٥٢، الجرح والتعديل ٤/ ١٦١٣، الوافي بالوفيات ١٦/ ١٧٢، الحاشية وطبقات ابن سعد ٦/ ١٠١، سير الأعلام ٤/ ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>