قال ابن حبان لما ذكره في "جملة الثقات": يروي عن أنس، إِنْ صَحَّ سماعه منه، وكان مِنْ دُهَاة الناس. رأى ذلك البخاري وابن ماكولا فزعما أنه سمع مِنْهُ. تُوفي سنة إحدى وعشرين ومائة قاله ابن الأثير في "معرفة الصحابة". وخرج الحاكم حديثه في "مستدركه". وقال الطبري في "المذيل": روى إياس، عن ابن عمر أنه سمع منه وهو يمشي مع أبيه في السُوق كلمة وهي: جَهْد البلاء كثرة العيال، مَع قِلَّة المال. قال أبو جعفر: ولم يكن إياس بذاك.
وقال الجاحظ في كتاب "البيان والتبيين": وجملة القول في إياس أنه كان من مفاخر مضر، ومن مقدمي القضاة، وكان فقيه البدن، دقيق المسلك في الفِطَن، وكان صادق الحسن نَقَّابًا، عجيب الفراسة مُلْهَما، عفيف المطعم، كريم المدخل، وجيهًا عند الخلفاء، مُقَدَّمًا عند الأكفاء. وفي مزينة خيرٌ كثير.
وقال في كتاب "الحيوان": كان مذكورًا بشدَّة العقل.
وذكر أبو العباس في كتاب "المفجَّعين" تأليفه: قال إياس يومًا لِجُلَسَائه: اعلموا أني لا أبلغ يوم النحر حَتَّى أموت، رأيت كأني وأبي نركض فرسين فلم أسبقه ولم يسبقني، وليلة افحر أبلغ سن أبي فبات تلك الليلة فأصبح ميتًا بضيعة له يُقال لها: عبدسا سنة ثنتين وعشرين، وسيأتي عن أمه -أيضًا- كذلك.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": وَلِي قضاء البصرة من قبل عدي بن أرطاة، وقال ابن علية: كان فهمًا، كان ابن عون يقول: كان بعضهم يقول: لو كان شريح هاهنا حمل له استنجاءه. وعن أيوب قال: كنت أسمع عن إياس بقضاء يشبه قضاء شريح، فأخبرني إياس بعد ذلك قال: كنت أبعث خالدًا الحذاء إلى ابن سيرين يسأله. وعن هشيم لم يكن يخضب.
وعن داود قال: قال إياس: مَنْ لا يعرف عيب نفسه فهو أحمق، فقيل له: ما عيبك؟ قال: كثرة الكلام. ووقع بينه وبين عدي كلام، فخرج إلى عمر بن عبد العزيز يشكوه
(١) انظر: التاريخ الكبير ٢/ ٤٤٢، والثقات لابن حبان ٤/ ٣٥، والجرح والتعديل ٢/ ٢٨٢، وتهذيب الكمال للمزي ٣/ ٤٠٧، وتهذيب التهذيب لابن حجر ١/ ٣٤١.