للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد أسلفنا قبل؛ أن أبا حاتم سماه إبراهيم ثم جهله، والخلاف الذي ذكره المزي هو بعض كلام البخاري الذي سُقناه، فكان الأوْلَى أن يعزو كلام كل شخص له ليستريح ويُريح؛ لأن الطالبَ إذا قال: قال المزي: اختلف على ليث، فقال: كذا وكذا. وقال له الآخر: من أين له هذا؟ لا نسمعه إلا من إمام من أئمة الحديث. فإذا قال: قال البخاري؛ انقطع النزاع، ولئلا يذهب تعب العلهماء وكدهم بأن لا يذكر العالم القائل ذلك القول، ليستجلب له الرحمة والمغفرة، على ذلك عهدنا الناس رحمهم اللَّه تعالى، ألم تسمع قول الإمام محمد بن إدرشى الشافعي رضي اللَّه عنه وغفر له: وددت أنَّ الناسَ انتفعوا بهذا العلمِ ولا يُنسب إليَّ منه شيءٌ.

ولقد رأينا تصنيفًا لبعض العلماء المتأخرين من الفقهاء -رضي اللَّه عنه وعنهم أجمعين- إذا ذكر شيئًا منقولا عزاه لقائله مترحمًا عليه، مبيّنًا في أي موضع من الكتاب، بل في أي باب، بل في أي ورقة من تجزئة كذا وكذا، كل هذا يقصد به السلامة والإفادة، وجلب الرحمة للقائل والتنويه بذكره، واللَّه تعالى أعلم.

١٨٩ - (خ د) إبراهيم بن أبي أَسِيد، المديني، البراد (١)

عن جده، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "إياكم والحسد (٢) "، قال. . . .: ويقال: ابن أبي أُسَيد، ولا يصح، قاله البخاري في "التاريخ الكبير"، وذكره البستي في جملة "الثقات"، فقال: ابن أبي أَسِيد، وقد قيل: ابن أبي أُسَيْدٍ.

١٩٠ - (ق) إبراهيم بن أعين، الشيباني، العجلي (٣)

كذا ذكره المزي، وقال: كان فيه -يعني: في "الكمال"- البجلي، وهو وَهْمٌ.

ولم يستدل على صحة قوله وبطلان غيره، ولقائل أن يقول: كلاهما ليس جيدًا؛ لأن شيبان هو: ابن ذُهْل بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

وعجل هو: ابن لخيم بن صعب بن علي بن بكر.


(١) انظر: التاريخ الكبير ١/ ٢٧٢، والجرح والتعديل ٢/ ٨٨، والثقات ٦/ ١٠، وتهذيب الكمال ٢/ ٥٢، وتهذيب التهذيب ١/ ٦٢.
(٢) أخرجه أبو داود (٤/ ٢٧٦، ورقم ٤٩٠٣). وأخرجه أيضًا: عبد بن حميد (ص ٤١٨، ورقم ١٤٣٠)، والبيهقي في شعب الإيمان (٥/ ٢٦٦، ورقم ٦٦٠٨).
(٣) انظر: التاريخ الكبير ١/ ٢٧٢، والجرح والتعديل ٢/ ٨٨، والثقات ٦/ ١٠، وتهذيب الكمال ٢/ ٥٣، وتهذيب التهذيب ١/ ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>