وقال مسلمة في كتاب "الصلة" روى أبو داود السجستاني، عن أبيه، عنه.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه لم يرو عن غير ابن المبارك اقتداء بالمزي، والمزي بصاحب الكمال حيث لم يذكر في كتابه له شيخًا سواه، ولو رأى ما أسلفناه لأضرب عن ما ادعاه:
يريدون إدراك المعالي براحة ... ولا يتأتى ذاك إلا من السهر
أيطمع شخص في السيادة والعلى ... بغير دءوب إن هذا من العبر
وكذلك قال ابن نمير، كذا ذكره المزي متبعًا صاحب "الكمال" حذو القذة بالقذة، وفيه نظر من حيث إن عثمان لم يذكر في "سؤالاته" يحيى إلا لفظة: لا أعرفه، وكذا هو في كتاب "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم؛ فإنه قال: أنبا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إلي.
قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: سألت يحيى بن معين: عن سفيان بن عقبة؟
فقال: لا أعرفه، وكذا ذكره ابن عدي، فقال: ثنا محمد بن علي، ثنا عثمان، قال سألت يحيى: عن سفيان بن عقبة؟
قال: لا أعرفه.
قال أبو أحمد: ولسفيان أحاديث ليست بالكثيرة، وهو أقدم موتًا من قبيصة أخيه، وقول يحيى بن معين لا أعرفه إنما يعني أنه لم يره ولم يكتب عنه فلم يخبر أمره. انتهى. فهذا يوضح لك من قول المزي أنه يقلد غالبًا ولا ينقل من أصل إذ لو نقل من كتاب ابن أبي حاتم أو "الكامل" اللذين هما في يدي صغار الطلبة لرأى ما نقلناه واضحًا من غير ريب نحمد اللَّه على عدم الدعوى عند العوام بما لا يسوغ من الكلام.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة.
وذكره ابن خلفون في "الثقات".
(١) انظر: التاريخ الكبير للبخاري ٤/ ٩٥، الثقات لابن حبان ٨/ ٢٢٨، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٤/ ٢٣٠، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٣/ ٤١٣، تهذيب الكمال ١١/ ١٧٤، تهذيب التهذيب ٤/ ١٠٣.