عبد الرحمن ألبتة، وقد نص أبو أحمد الحاكم على أن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: اسم أبي فراس ربيع بن زياد. ثم قال: إن كان حفظه، ولا أبعد أن يكون إسحاق سَمَّاه من ذات نفسه فاشتبه عليه انتهى.
لقائل أن يقول: إسحاق إمام حافظ، لا يرد قوله بظن وحسبان، لا سيما مع قول من وافقه على ذلك، وتفرَّد خليفة بقوله، فإني لم أر له متابعًا، واللَّه تعالى أعلم. وقد ذكر صاحب "الكمال" أيضًا قول أبي أحمد بأن تكنيته بأبي فراس خطأ، فما يبقى عليه إيراد.
١٧٠٧ - (مد س) الربيع بن زياد، ويُقال: ابن زيد، ويُقال: ربيعة بن زياد الخزاعي، ويُقال: الحارثي (١)
مُختلف في صُحبته، كذا ذكره المزي معتقدًا المغايرة بين هذين النسبتين، وليس كذلك، لما ذكره الرشاطي وغيره من أن بني أفصى بن حارثة جد الحارثين، يُقال لهم: خزاعة بن عمرو من نقباء ابن عامر ماء السماء.
وفي "كتاب أبي نعيم": ربيع بن زيد غير منسوب، وقيل: ربيعة بن يزيد السلمي، وقيل: ابن زياد. وأما ابن حبان فلم يسمه في كتاب "الصحابة" إلا ربيعة بن يزيد. والباوردي قال: ربيعة بن زياد.
وأبو الفتح الأزدي وقال: تفرَّد عنه بالرواية كرز، وفي "الكامل" للمبرد: قال الربيع بن زياد الحارثي: كنت عاملا لأبي موسى الأشعري على البحرين، فكتب إليه عمر بن الخطاب يأمره بالقدوم عليه هو وعماله، وأن يستخلفوا جميعًا، فلما قدمنا أتيت يرفأ، فقلت: يا يرفأ؛ ابن سبيل ومسترشد، أي الهيئات أحبُّ إلى أمير المؤمنين أن يرى فيها عُماله؟ فأومأ إليَّ بالخشونة، فاتخذت خفين مطارفين، ولبست جبة صوف، ولثت عمامتي على رأسي، فدخلنا على عمر فصفنا بين يديه، فصعد فينا وصوب، فلم تأخذ عينه أحدًا غيري، فدَعَانِي فقال: مَنْ أنت؟
فقلت: الربيع بن زياد الحارثي، فقال: وما تتولى من أعمالنا؟ فقلت: البحرين، قال:
(١) انظر: تاريخ خليفة ١٣٦، ١٦٤، ١٨٠، ٢٠٨، ٢١٠، ٢١١، ٣٦٢، طبقاته ٢٠٢، تاريخ البخاري ٣/ ٢٨٦، الجرح ٣٥/ ٤٦١، ٤٦٢ والاستيعاب ٤٨٨، أسد الغابة ٢/ ٢٠٦، ٢٠٧، تهذيب الكمال ٤٠٤، تهذيب التهذيب ٣/ ٢٤٣، ٢٤٤، الإصابة ١/ ٥٠٤، ٥٠٦.