للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سفيان، عن قتيبة، عن الليث، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد: أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "اللَّهُمَّ عَلِّمْ معَاوِيَةَ الْكِتَابَ، وَالْحِسَابَ (١) ".

رواه الحسن بن عرفة عن قتيبة، وقال فيه: الحارث بن زياد صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. وهذه الزيادة وَهْم، ورواه أسد بن موسى، وآدم، وأبو صالح، عن الليث، عن معاوية بن صالح، فقالوا: عن الحارث، عن أبي رهم، عن العرباض، وهو الصواب، ذكره أو نعيم وغيره. ولما ذكره أبو القاسم البغوي في "الصحابة" من غير تردد، روى له حديث معاوية، قال: ولا أعلم للحارث حديثًا غيره.

وخرج الحافظ أبو بكر ابن خزيمة حديثه في "صحيحه"، وكذلك ابن حبان، وذكره في "ثقات التابعين"، قال: وروى عن أبي رهم، وأدرك أبا أمامة.

وقال البزار: لا نعلم كبير أحد روى عنه. وقال أبو الحسن ابن القطان: حديثه حسن. وزعم بعض المصنِّفين من المتأخرين أنه مجهول، وهو قول لم يسبق إليه ولا يعتمد ذو لب عليه؛ لأن هذا الرجل من عادته في تصنيفه التقصير، وليس له في العلم تصرف بصير، لا سيما وقد رأى تصنيف رجل هو عنده بخاري زمانه، ولم يذكر من حاله سوى روايته عن أبي رهم، ورواية يونس عنه فقط، إلا ما أتعب به خاطره، وخاطر من ينظر في كتابه بقوله -على عادته-: روى له أبو داود والنسائي حديثًا واحدًا، أنبا به ابن أبي ابن عمر، وابن البخاري، وأحمد بن شيبان، وزينب، وابن خطيب المِزة، وشامية يذكره، واللَّه تعالى أعلم.

١٠٨٠ - (د ق) الحارث بن سعيد، ويقال: ابن يزيد العُتقي المصري، ويقال: سعيد بن الحارث (٢)

والأول أصح. كذا قاله المزي، ولم يتجه لي صواب قوله من خطئه، فكن منه على حذر، فإني لم أر أحدًا خَطَّأَ الثاني وصوَّب غيره، هذا ابن يونس لما ذكره منفردًا بذكره أباه، نص على القوليْن من غير دفع أحدهما.

وقال ابن القطان في كتاب "الوهم والإيهام": لا تُعرف له حال. وخرج الحاكم


(١) أخرجه أحمد ٤/ ١٢٧، رقم ١٧١٩٢، والطبراني ١٨/ ٢٥١، رقم ٦٢٨.
(٢) انظر: الجرح والتعديل ٣/ ٧٦، تهذيب الكمال ٥/ ٢٣٣، تهذيب التهذيب ١/ ٣٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>