وقال ابن عبد البر في كتاب "الاستغناء": كان أبو هاشم عالمًا بكثير من المذاهب والمقالات وعالمًا بالحدثان وفنون من العلم، ويقال: إنه أول من تكلم في الإرجاء، واللَّه تعالى أعلم.
وفي "تاريخ ابن عساكر": وفد أبو هاشم على سليمان بن عبد الملك في حوائج عرضت له، فأكرمه سليمان ورفعه، وسأله فأجاب بأحسن جواب، أبلغ وأوجز، فاستحسن سليمان كلامه وأدبه، وقال: ما كلمني أحد يشبه هذا، وما أظنه إلا الذي كنا نخبر عنه أنه سيكون منه كذا وكذا. ثم قضى حوائجه وأحسن جائزته وصرفه، فتوجه من دمشق يريد فلسطين، فبعث سليمان مولى له أديبًا منكرًا، فسبق أبا هاشم إلى بلاد لخم وجذام، فواطأ قومًا منهم فضربوا أبنية على الطريق كهيئة الحوانيت بين كل بنائين نحو الميل، وأعدوا عندهم لبنًا مسمومًا، فلما مر بهم أبو هاشم وهو راكب بغلة جعلوا ينادون: الشراب الشراب، اللبن اللبن، فشرب من اللبن فلما استقر في جوفه أحس بالأمر، وعلم أنه قد اغتيل، فقال لمن معه: أنا ميت فانظروا القوم الذين سقوني اللبن، فعادوا إليهم فلم يجدوهم، فقال أبو هاشم: ميلوا إلى ابن عمي محمد بن علي بالحميمة، ومات أبو هاشم لما وصل إليه وأوصاه بما أراد من ساعته، وذلك في سنة تسع وتسعين.
وذكر أبو معشر: أن الذي سم أبا هاشم: الوليد بن عبد الملك، وعن عيسى بن علي: مات أبو هاشم بالحميمة في عسكر الوليد بدمشق.
وقال مصعب: مات بالحجر من بلاد ثمود وقد انقرض ولده إلا من قبل النساء.
٣٣٥٤ - (خ ٤) عبد اللَّه بن محمد بن علي بن نفيل، أبو جعفر النفيلي النهدي الحراني (١)
قال مسلمة في كتاب "الصلة": ثقة، وفي "الزهرة": روى عنه وله -يعني: محمد بن إسماعيل- مائة حديث وأربعة وأربعين حديثًا، كذا ذكره ولم أره مذكورًا في شيوخ البخاري المخرج عنهم في "الصحيح" عند غيره، فينظر.
وفي "مشايخ أبي داود" للغساني: كان أحمد يرفع به جدًا، ويقول: صاحب