فأخذاني وانطلقا بي. وجاءت خيل من تهامة فأصابت زيدًا، فترامت به الأمور حتى وقع إلى خديجة رضي اللَّه عنها. وفي "كتاب العسكري": أُمّهمَا سُعْدى بنت جَدْعاء بن ذهل، كذا يقوله الكلبي، وقال أبو عبيدة: ذُهَيل بن رومان من بني فُطر.
وفي "كتاب ابن الأثير": قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلم مع أبيه حارثة، والنبي صلى اللَّه عليه وسلم بمكة، فأقام حارثة عند ابنه زيد ورجع جبلة، ثم عاد إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فأسلم. وقال بعضهم: جبلة نسيب لأسامة بن زيد، وروى عن جبلة بن ثابت أخي زيد، والصحيح: جبلة بن حارثة أخي زيد.
وفي قول المزي: روى عنه أبو إسحاق، والصحيح: عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن جبلة؛ نظر. وتقدم قبله أن كل شيء يقوله الشيخ وهو غير منقول، ولم يعزه لإمام نشاححه في صحته.
وذلك أن إمامي هذه الصنعة: محمد بن إسماعيل البخاري أطلق روايته عنه، ولم يقيدها في "تاريخه الصغير"، وكذا أبو حاتم الرازي في "كتاب ابنه"، ولم يتعرض لانقطاع ما بينهما في كتاب "المراسيل"، ولا "التاريخ"، وكذا ذكره: الباوردي، وابن قانع، وأبو أحمد العسكري، والطبراني، وغيرهم.
ولم أر من خالف هذا، إلا ما رواه النسائي في "سُننه"، فإنه أدخل بينهما فروة من غير أن يتعرض لانقطاع بينهما، والإنسان قد يروي عن شيخ ثم يروي عن آخر عنه، وقد يكون بينهما أكثر من ذلك ولا يحكم بانقطاع بينهما بمجرد ذلك، إلا بنص صريح، واللَّه تعالى أعلم.
وتبع النسائي: أبو عمر وغيره، فقالوا: وربما أدخل بعضهم بين أبي إسحاق وبينه فروة، وهذا كلام لا اعتراض عليه.
٩٤٥ - (ع) جَبلة بن سُحَيْم التيمي، ويقال: الشيباني أبو سويدة، ويقال: أبو سُرَيرة (١).
كذا قاله المزي معتقدًا فيهما المغايرة، ولا مغايرة؛ لأن تميمًا هذا الذي نُسب إليه، هو
(١) انظر: تهذيب الكمال ١/ ١٨٤، تهذيب التهذيب ٢/ ٦١، تقريب التهذيب ١/ ١٢٥، خلاصة تهذيب الكمال ١/ ١٦٠، الكاشف ١/ ١٨٠، تاريخ البخاري الكبير ٢/ ٢١٩، الجرح والتعديل ١/ ١٣٦، ٥٠٨، ٢/ ٢٠٩١، طبقات ابن سعد ٦/ ٣١٢، طبقات خليفة ١٦١، الثقات ٤/ ١٠٩ الوافي بالوفيات ١١/ ٥٧، تاريخ الفسوي ٣/ ٣٧٦، تاريخ الإِسلام ٥/ ٥٣، سير الأعلام ٥٢/ ٣١٥، شذرات الذهب ١/ ١٦٩.