للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فانصرف فأذن لها، ثم أقام الصلاة وتقدم فصلاها، ثم انحرف إلينا بوجهه، فلم يزل يتحدث معنا ويأمر في ماله وينهى حتى حان رواحه، فدعا بدابته ودوابنا فركب وركبنا معه حتى جئنا منزله بالنبار، فدعا بالحار والبارد، والرطب واليابس. قال: وحانت صلاة المغرب، فقام فأذن، ثم أقام وتقدم فصلى لنا، فلما فرغ قام يصلي حتى حانت العتمة، أذن وأقام وتقدم فصلى بنا، فلما قضى صلاته أقبل علينا بوجهه فتحدث معنا ساعة، ثم أمر بما يصلحنا من وطاء وغيره، وتنحى فصلى، فما أقام إنسان منا في ليلته حتى أصبح لحاجة إلا أبصره في مصلاه قائمًا حتى برق النور، فأذن ثم أقام فتقدم فصلى لنا الصبح، وغدونا على انصراف إلى منازلنا، فآلى ألا نبرح ثلاثا، وقال: واللَّه لولا أن يشق عليكم لاحتبستكم أكثر من ذلك، ومتى أرى زورا مثلكم؛ قال فأقمنا عنده أيامنا تلك على تلك الحال في الصلاة والقيام معها من حق ضيافتنا بالإمضاء، فلما مرت الثلاث لم يترك معنا خرجًا ولا عبدًا إلا حمله وفره من طوائف ما يواد به.

قال الزبير: وثنا محمد بن عبد اللَّه: أن أباه عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن القاسم دخل يومًا على حسن بن زيد -يعني: والي المدينة- وهو يومئذ وإليه على قضاء المدينة، قال فتخاليا فتحدثا فقال له حسن بن زيد: ولدك واللَّه، يا عبد اللَّه بن عبد الرحمن، أفضل. قال: فواللَّه، ما ذهبت إلا إلى أنه عنى بذلك محمد بن أبي بكر؛ لمعرفتي برأيه كان في محمد، ثم قال لي: هل تدري من عنيت؛ قال: قلت: من عنيت، أصلحك اللَّه، أيها الأمير؟ قال: عنيت صالح بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف.

قال: وحدثني محمد بن عبد اللَّه، عن خاله يعقوب بن عُزَيْر قال: نزلنا بصالح بن إبراهيم عليلا مثبتًا، ومعه فيمن تبعه منا صهره عبد الرحمن بن القاسم بن محمد. قال: فلما كنا بذات الجيش قال: أنزلوني ووضئوني للصلاة، فأنزلناه وإنه ليجود بنفسه. قال: فأشهد لسمعته وعبد الرحمن يوضئه وبه الموت وهو يقول: خلل يا عبد الرحمن أصابعي. قال: ثم نهضنا فلما كنا بين الجبلين مات. قال: ومقدار ما بينهما أربعة أميال.

ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: هو أخو سعد والوليد.

٢٦٠٢ - (٤) صالح بن أبي الأخضر اليمامي مولى هشام بن عبد الملك، نزل البصرة (١)


(١) انظر: طبقات ابن سعد: ٧/ ٢٧٢، التاريخ الكبير: ٤/ ٢٧٣، التاريخ الصغير: ٢/ ١٠١، الضعفاء: خ: ١٧٦، الجرح والتعديل: ٤/ ٣٩٤ - ٣٩٥، كتاب المجروحين: ١/ ٣٦٨ - ٣٦٩، تهذيب الكمال: ٦/ ١٣، تذهيب التهذيب: ٢/ ٨٥، تاريخ الإسلام: ٦/ ٢٠١، ميزان الاعتدال: ٢/ ٢٨٨، تهذيب =

<<  <  ج: ص:  >  >>