وسبعين ومائة، وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين، وكان ثقة، ولاه عبد العمري، وعمل لابن مسروق على الجباية، وأثرى مع العمري وارتفع ذكره، وأوقفه البكري، ثم أجازه لهيعة وابن غانم، وأوقفه ابن المنكدر وأجازه هارون، وأوقفه ابن أبي الليث والحارث.
فسألت ابن قديد: لِمَ أوقفه ابن أبي الليث والحارث؟ قال: بسبب ودائع الحروب، وكان حبس فيها مع بني عبد الحكم، وأقر بما أكثر، زعم أنه صائغ به، ودفع إلي قوصرة، ويزيد التركي الذي جاء أخي حوطه الجروي، قالا: قال يحيى الخولاني: [الطويل]
وفي زكريا آية فاعجبوا لها ... فقد صار بعد الذل للجور يرهب
وبعد قران العري أصبح ذا ... كسا وبعد الحفى والمشى قد صار يركب
انتهى، وهذا يرد ما ذكره المزي من قوله: كان مقبولا عند القضاة.
وقال صاحب "الزهرة": روى عنه مسلم ثلاثة أحاديث، وتوفي سنة أربع وخمسين ومائتين.
١٨٤٤ - (د س ق) زكريا بن يحيى بن عمارة الأنصاري، أبو يحيى، الذارع البصري، وقد ينسب إلى جده (١)
ذكره أبو عبد اللَّه بن خلفون في كتاب "الثقات"، فقال: هو مشهور، روى عنه جماعة من أئمة أهل الحديث وحفاظه، وأرجو أن لا بأس به.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات"، -الذي أوهم المزي أنه نقل توثيقه منه، وأغفل منه-: كان يخطئ، توفي سنة سبع.
كذا ألفيته مجودًا في غير ما نسخة جيدة أحدها بخط الصريفيني الحافظ: الباء بعد السين.
والذي نقله عنه المزي تسع، ولهذا نقل من ابن قانع -الذي أغرب به الآن؛ فإني لم أره نقل منه إلى هذه الترجمة شيئًا-: سنة سبع، وابن قانع لم يذكره -فيما أرى-؛ إلا من عند ابن حبان، فتواردا، ولا مغايرة على هذا، واللَّه أعلم.
وابن حبان تبع فيه الفلاس -فيما حكاه عنه البخاري-، الذي لا يتعداه ابن حبان
(١) انظر: التاريخ الكبير للبخاري ٣/ ٤١٨، الثقات لابن حبان ٦/ ٣٣٤، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٣/ ٥٩٩، تهذيب الكمال ٩/ ٣٨١، تهذيب التهذيب ٣/ ٢٩١.