الأشعث على غير طريقه ففاتهم، فقال: يفخرها وكان لذلك أهلا أشهر الأبد: [الوافر]
أصميد الفنيق فيات بها تلاعبها ... عدو لي على لبابها أثر الخلوق
أقول لهم وحقهم عليه ... خدا من أنت سوى الطريق
ثم جاءه مرة أخرى فأراد أن يعطيه جارية، فقال: أخاف فتيانك، فأعطاه حلة، وقال: تسوى ألف دينار.
وذكر أبو عبيدة في كتاب "المثالب" تأليفه: أنه اتَّهم بأنه شجع ابن ملجم عَلَى قتل علي.
وقد عدته العلماء عليه وكان الشعبي ثبت ذلك، وقد ذكره ابن عياش المنتوف وإن أعلم الناس بالأخبار، وقد رواه أيضًا الكلبي وثبَّته، وقد عدَّد ذلك عليه الفرزدق في قصيدته المذهبة.
[من اسمه: أشهب، وأشهل]
٥٧٠ - (د س) أشهب، واسمه: مسكين بن عبد العزيز بن داود القيسي، ثم الجعدي الفقيه المصري (١)
قال الشيرازي في كتاب "الألقاب": قال مسلم بن حَجَّاج: سمعت عمرو بن سواد السرحي يقول: سمعت الشافعي يقول: ما أخرجت مصر مثل أشهب لولا طيش فيه. ولما ذكره ابن حبان في "جملة الثقات" قال: كان فقيهًا على مذهب مالك متبعًا له ذابًّا له. وخرج الحاكم حديثه في "صحيحه".
وفي "كتاب المنتجالي": قال أحمد بن خالد: أشد أصحاب مالك تورعًا في نقلان لفظه أشهب، وكان سحنون يقول: حدَّثني المتحري في سماعه -يعني: أشهب- وقال محمد بن وضاح: سمعت ابن أبي مريم يقول: شيعنا أشهب إلى الرباط وما يملك نصف درهم، فما مات؛ حَتَّى كان ينفق على مائدته كل يوم عشرة مثاقيل.
قال ابن وضاح: وسمعت سحنون يقول: رحم اللَّه أشهب، فما كان أصدقه وأخوفه للَّه تعالى. قلت له: أشهب؟ قال: نعم، ما كان يزيد حرفًا.