قال المزي: بنانة هم بنو سعد بن لؤي بن غالب، ويقال: إنهم بنو سعد بن ضُبيعَة بن نزار، ويقال: هم في ربيعة بن نزار باليمامة. انتهى كلامه، وفيه نظر في مواضع:
الأول: بنانة ليس رجلا، إنما هي امرأة، وهي أم ولد سعد بن لؤي، ويقال: بل هي أُمّه حضنت بنيه، وقيل: حاضنة لبنيه، وقيل: بل هي أم بني سعد بن ضُبيعَة.
الثاني: قوله: ويقال: إنهم بنو سعد بن ضبعة بن نزار. سقط منه: ربيعة بين نزار وضبيعة، ولا بد منه، ولعله سقط من الناسخ ابن المهندس. ولكن قوله: ويقال: هم في ربيعة بن نزار، يؤيد القول الأول، ويرجح أنهما عنده قولان، وليسا كذلك؛ فإن من كان من بني سعد بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار، كان في ربيعة بن نزار، وهو النظر الثالث، لخصت هذا من كلام هشام بن محمد بن السائب، وأحمد بن جابر البلاذري، وأبي محمد الرشاطي، وأبي عبيد القاسم بن سلام.
وفي "الوشاح" لابن دريد: كانوا في بني الحارث بن ضبيعة.
وقال أبو أحمد الحاكم: بنانة بنت القين بن جسر، يقولون: أبونا سعد بن لؤي وهم في شيبان، وبنو ضبة يقولون: هم ولد الحارث بن ضبيعة.
والمزي في هذا كله تبع ابن الأثير في كتاب "اللباب"، لم يتعده إلى غيره، حكى لفظه فيما أرى بعينه، واللَّه تعالى أعلم. وأغفل منه أن ثابتًا توفي سنة ست وعشرين ومائة، إن كان ينقله من عنده.
وقال البستي لما ذكره في "الثقات": كان من أعبد أهل البصرة، وصحب أنسًا
(١) انظر: طبقات ابن سعد ٧/ ٢٣٢، طبقات خليفة: ١/ ٢١٤، التاريخ الكبير ٢/ ١٥٩، ١٦٠، التاريخ الصغير ١/ ٣١٨، ٣١٩، تاريخ الفسوي ٢/ ٩٨، الجرح والتعديل ٢/ ٤٤٩، حلية الأولياء ٣/ ١٨٠، تهذيب الكمال: ٤/ ٣٤١، تذهيب التهذيب ١/ ٩٦، تاريخ الإسلام ٥/ ٥٠، ٥٢، تذكرة الحفاظ ١/ ١٢٥، العبر ١/ ١٤٢، طبقات القراء ٢/ ٢٠٢، تهذيب التهذيب ١/ ٢٦٢، النجوم الزاهرة ١/ ٢٧٣، طبقات الحفاظ: ١/ ٤٩، خلاصة تذهيب الكمال: ١/ ٣٠٠، شذرات الذهب ١/ ١٤٩.