وكان عمر بالكوفة قد استعمله ابن زياد على الري وهمذان وقطع معه بعثًا، فلما قدم الحسين العراق أمر عبيد اللَّه بن زياد عمر بن سعد أن يسير إليه وبعث معه أربعة آلاف من جنده، وقال: إن هو خرج إليَّ ووضع يده في يدي وإلا فقاتله، فأَبَى عمر عليه، فقال: إِنْ لم تفعل عزلتك عن عملك وهدمت دارك، فأطاع بالخروج إلى الحسين، فقاتله حَتَّى قتل الحسن، فلما غلب المختار على الكوفة قتل عمر بن سعد وابنه حفصًا.
وفي "تاريخ الطبري": قتله المختار سنة ست أو سبع وستين. وقال الساجي: يروي أحاديث بواطيل. انتهى كلامه ويشبه أَنْ يكون قوله هذا في غيره، ولكن في نُسْختي كذا وهي جيدة.
وزعم المسعودي أن أهل الكوفة لما خلعوا ابن زياد وأرادوا أن ينصبوا أميرًا قالوا: عمر بن سعد بن أبي وقاص يصلح لها فلمَّا هَمُّوا أن يؤمروه أقبل نساء من همدان والأنصار وكهلان وربيعة؛ حَتَّى دخلن المسجد وقلن أَمَا رضي ابن سعد أن قتل الحسين؛ حَتَّى يريد أن يكون أمير الكوفة فبكى الناس، وأعرضوا عنه. وذكره البخاري في فصل:(مَنْ مات من بين الستين إلى السبعين) فقال: ثنا موسى، ثنا سليمان بن مسلم سمعت أبي أن الحسينَ لَمَّا نزل كربلاء فأول مَنْ طعن في سرادقه عمر بن سعد قال: فرأيت عمر بن سعد وابنيه قد ضربت أعناقهم، ثُمَّ علقوا على الخشب ثُمَّ ألهب فيهم النار. وذكره مسلم بن الحجاج في الأولى من أهل المدينة.
كذا ذكره المزي موهمًا أن ليس ثم غيره، وليس كذلك فإن حفرًا من جهة اليمامة أيضًا يعرف بحفر الرباب، وحَفَرُ: سَعْد بن زَيْد مَنَاةَ بن تميم وَرَاءَ الدَّهْنَاءِ، وحفر السُوْبان، وحفر السيدان وراء كاظمة. وحَفَرُ ضَبَّة بن أد بن طابخة بناحية الشواجن. وحفر أبي موسى الأشعري على طريق البصرة من مكة شرفها اللَّه تعالى.
وقال ابن السمعاني: كان أبو داود كثير العبادة. وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة، فقال: كان أبوه مؤدبًا، وكان عمر بن سعد ناسكًا، له فضل